علم الكونيات التوراتى هو تصور الكتابيين للكون ككيان مرتب ومنظم بما في ذلك أصله وترتيبه ومعناه ومصيره مع ملاحظه كيفيه نشأه الكتاب المقدس على مدى قرون عديدة وقد شارك فيه العديد من المؤلفين وهو يعكس أنماطًا متغيرة من المعتقدات الدينية وبالتالي فإن علم الكونيات الخاص بها ليس دائمًا متسقًا
وقد لا تمثل النصوص الكتابية بالضرورة معتقدات جميع اليهود أو المسيحيين في وقت كتابتها: غالبية أولئك الذين يؤلفون الكتاب المقدس العبري أو العهد القديم على وجه الخصوص يمثلون معتقدات شريحة صغيرة فقط من المجتمع الإسرائيلي القديم أعضاء التقاليد الدينية اليهودية المتأخرة المتمركزة في القدس والمكرسة لعبادة يهوه بدون شريك له
تصور الإسرائيليون القدماء الكون على أنه أرض مسطحة على شكل قرص تطفو على الماء السماء فوق العالم السفلي أدناه
سكن البشر الأرض أثناء الحياة والعالم السفلي بعد الموت لم يكن هناك أي طريقة لدخول البشر إلى الجنة وكان العالم السفلي محايدًا من الناحية الأخلاقية
فقط في العصور الهلنستية بدأ اليهود في تبني الفكرة اليونانية القائلة بأنه سيكون مكانًا للعقاب على الأفعال السيئة وأن الصالحين سيستمتعون بالحياة الآخرة في الجنة
أيضًا في هذه الفترة أفسح علم الكونيات الأقدم ذو المستويات الثلاثة الطريق إلى المفهوم اليوناني للأرض الكروية المعلقة في الفضاء في وسط عدد من السماوات متحدة المركز
تلخص الكلمات الافتتاحية لسرد الخلق في سفر التكوين (تكوين 1: 1-26) وجهة نظر محرري الكتاب المقدس حول كيفية نشوء الكون: «في البداية خلق الله السموات والأرض».و هو المسؤول الوحيد عن الخلق وليس له منافس
استنتج المفكرون اليهود اللاحقون الذين تبنوا أفكارًا من الفلسفة اليونانية أن حكمة الله وكلمته وروحه تغلغلت في كل الأشياء ومنحتها الوحدة
تبنت المسيحية بدورها هذه الأفكار وحددت يسوع بالكلمة (الكلمة) : «في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله» (يوحنا 1: 1)