إتقان موضوع علاج التعلق

علاج التعلق هو المصطلح الأكثر استخدامًا لوصف الفئة المثيرة للجدل من التدخلات الصحية العقلية البديلة مع الأطفال والموجهة لعلاج اضطرابات التعلق. ويتضمن المصطلح بصفة عامة أساليب الارتباط بالأبوين المصاحبة لذلك. ومن بين الأسماء أو الأساليب الأخرى التي تميز هذا النوع من العلاج «نموذج إيفرجرين» و«فترة الاحتضان» و«تقليل الغضب» و«علاج الضغط» و«إعادة الولادة» و«علاج التعلق التصحيحي» و«العلاج بالتقييد القسري». ويوجد هذا العلاج بشكل أساسي، وإن لم يكن بصورة حصرية، في الولايات المتحدة ويتركز معظمه في عشرات العيادات في إيفر جرين كولورادو حيث أقام فوستر كلاين أحد مؤسسيه عيادته هناك في السبعينيات من القرن العشرين. ويتناول هذا المقال بالوصف هذه المجموعة من التدخلات العلاجية، على الرغم من أن مصطلح «علاج التعلق» أحيانًا يُستخدم في المراجع الإكلينيكية على نطاق واسع ليعني أي تدخل قائم على، أو يُزعم أن يكون قائمًا على، نظرية التعلق وخاصةً خارج الولايات المتحدة الأمريكية. ويجب عدم الخلط بين علاج التعلق كما يرد بالوصف في هذا المقال والمدارس العلاجية الأخرى التي تعتمد بصورة أكبر على التجريب والتي تهدف إلى مواجهة المشكلات الناشئة عن انقطاع علاقة التعلق بمقدمي الرعاية.

يعد علاج التعلق علاجًا يُستخدم في الأساس مع الأطفال الخاضعين للكفالة أو التبني الذين يعانون من صعوبات سلوكية، أحيانًا ما تكون خطيرة، ولكنها لا تشمل العقوق وانعدام الشعور بالعرفان بالجميل أو المودة تجاه مقدمي الرعاية. وتُعزى المشكلات التي يعاني منها الأطفال إلى عدم القدرة على التعلق بآبائهم الجدد بسبب غضب مكبوت بداخلهم يرجع إلى ما تعرضوا له من سوء معاملة وهجر وتخلٍ في الماضي. أما الشكل الشائع من أشكال علاج التعلق فهو العلاج بالاحتضان الذي يقوم فيه المعالجون أو الآباء باحتضان الطفل بقوة واحتوائه. ويسعى المعالجون من خلال عملية التقييد والمواجهة هذه إلى توليد نطاق من الاستجابات لدى الطفل مثل الغضب واليأس بهدف التنفيس عن هذه العواطف. نظريًا، عند التغلب على مقاومة الطفل والتنفيس عن غضبه، فإن الطفل يضعف ويُختزل إلى حالة الطفولة التي يمكن أن يتقمص في أشخاص آخرين «دور الأبوين» من خلال استخدام طرق مثل الهزهزة والهدهدة والإرضاع والتواصل بالعين. والهدف من ذلك هو تقوية التعلق بمقدمي الرعاية الجدد. وعادةً ما تُعتبر السيطرة على الأطفال أمرًا أساسيًا، وفي أغلب الأحيان يصاحب العلاج استخدام أساليب تربوية أبوية تؤكد على الطاعة. وتعتمد هذه الأساليب التربوية الأبوية على الاعتقاد القائل بأن الطفل الذي يتعلق بوالديه بشكل سليم يمتثل لطلباتهم «بسرعة وفي لمح البصر ومن المرة الأولى» ويكون «التواجد معه ممتعًا». وقد شاركت هذه الأساليب في التسبب في العديد من حالات الوفيات بين الأطفال فضلاً عن بعض الآثار الضارة الأخرى.

وهذا النوع من العلاج، بما في ذلك التشخيص والأساليب التربوية الأبوية المصاحبة، لم تثبت صحته علميًا ولا يعتبر جزءًا من علم النفس السائد، ولا يعتمد على نظرية التعلق على الرغم من أنه يحمل اسمها، ويعتبر غير متوافق مع هذه النظرية. وإنما يعتمد في المقام الأول على طريقة علاج روبرت زاسلو المعنية بتقليل الغضب والتي ترجع إلى الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، وكذلك على نظريات التحليل النفسي حول الغضب المكبوت والتنفيس عن الغضب والتراجع والارتداد وانهيار المقاومة والحيل النفسية (أو آليات الدفاع). وقد استخدمه زاسلو وتينبرغن ومارثا ويلش وعدد آخر من أوائل المناصرين لهذا الأسلوب كعلاج لـالتوحد، استنادًا إلى الاعتقاد فاقد المصداقية حاليًا بأن التوحد يأتي نتيجة إخفاقات في علاقة التعلق بالأم.

وقد وصف هذا العلاج بأنه تدخل شبه علمي ومؤذ وأسفر عن نتائج مأساوية بالنسبة للأطفال، من بينها على الأقل ست حالات وفيات موثقة بين الأطفال. وكان هناك عدد من الدعاوى القضائية المرفوعة منذ التسعينيات من القرن العشرين بسبب حالات وفيات الأطفال أو إساءة معاملتهم بشكل خطير على يد «اختصاصيي علاج التعلق» أو الآباء الذين يتبعون تعليماتهم. وتعد أشهر قضيتين في هذا السياق قضية كانديس نيوميكر في عام 2000 وقضية آل جرافيل في عام 2003. وبعد الدعاية والشهرة المصاحبتين لهاتين القضيتين، بدأ بعض المؤيدين لعلاج التعلق في تغيير وجهات نظرهم وممارستهم لتقليل الخطورة المحتملة لهذا العلاج على الأطفال. وربما عجل بهذا التغيير في وجهات النظر أيضًا نشر تقرير لفرقة عمل حول هذا الموضوع في يناير 2006، بتفويض من الجمعية المهنية الأمريكية المعنية بإساءة معاملة الأطفال التي كانت توجه انتقادًا واسعًا لعلاج التعلق. وفي أبريل عام 2007 تبنت رسميًا منظمة أتاتش (ATTACh)، وهي منظمة أنشأها في الأصل اختصاصيو علاج التعلق، مستندًا تقنيًا رسميًا يوضح رفضها الواضح والقاطع لاستخدام الممارسات القسرية في العلاج والتربية الأبوية، وشجعت بدلاً من ذلك استخدام أساليب أحدث مثل التناغم والحساسية والتنظيم. وابتعد بعض رواد علاج التعلق أيضًا عن الممارسات القسرية على وجه الخصوص.

ويختلف هذا الشكل من العلاج بصورة كبيرة عن العلاجات القائمة على التعلق والمبنية على البراهين أو العلاجات النفسية الكلامية مثل العلاج النفسي القائم على التعلق والتحليل النفسي العلائقي أو شكل الرعاية الأبوية التعلقية التي أيدها ودعمها طبيب الأطفال وليام سيرس. علاوة على ذلك، يختلف شكل إعادة الولادة الذي يُستخدم أحيانًا ضمن علاج التعلق عن تنفس إعادة الولادة.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←