عكرا أو أكرا (باليونانية القديمة: Ἄκρα، بالعبرية: חקרא/חקרה، خيكرا) وتعني حصن، كانت موقعاً في القدس يُعتقد أنه ضم قلعة حصينة بناها أنطيوخوس إبيفانيس، حاكم الإمبراطورية السلوقية، بعد نهبه للمدينة في 168 ق.م. استُخدم اسم عكرا أيضاً في وقت لاحق للإشارة إلى حي في المدينة ربما ارتبط بالقلعة المدمرة آنذاك، والمعروف في عصر يوسيفوس (القرن الأول الميلادي) باسم أكرا والمدينة السفلى. لعبت القلعة دوراً هاماً في الأحداث التي أحاطت بثورة المكابيين، والتي أدت إلى تشكيل المملكة الحشمونية. استولى يهوذا المكابي على المدينة العليا، ولجأت الحامية السلوقية إلى عكرا السفلى، وقد تولى سمعان المكابي الملقب باسم «بطسي» مهمة هدمها باعتبارها آخر معقل للسلوقيين داخل القدس. تعتمد معرفة تاريخ عكرا على كتابات يوسيفوس حصرياً تقريباً، والتي تعود إلى تاريخ لاحق، وعلى سفري المكابيين الأول والثاني، اللذين كُتبا بعد فترة قصيرة من الأحداث الموصوفة.
إن موقع عكرا الدقيق داخل القدس، وحتى معنى مصطلح – حصن، أو مجمع محصن داخل المدينة، أو مجمع مع قلعة مرتبطة به – أمر بالغ الأهمية لدراسة القدس الهلنستية، لكنه يظل موضوع جدل مستمر. وحقيقة أن يوسيفوس استخدم الاسم بالتبادل مع «المدينة السفلى» لا يخدم الأمر بالتأكيد. اقترح المؤرخون وعلماء الآثار مواقع مختلفة حول القدس، معتمدين في البداية على الاستنتاجات المستمدة أساساً من الأدلة الأدبية. وقد بدأ هذا النهج يتغير في ضوء الحفريات التي بدأت في أواخر الستينيات. وقد دفعت الاكتشافات الجديدة إلى إعادة تقييم المصادر الأدبية القديمة، وجغرافية القدس، والآثار المكتشفة سابقاً. تجمع أحدث النظريات بين الأدلة الأثرية والأدبية وتفضل المواقع القريبة من جبل الصخرة وجنوبه، ومع ذلك، هناك نظريات بديلة أيضاً.
استُخدم المصطلح اليوناني القديم «أكرا» لوصف المنشآت المحصنة الأخرى خلال الفترة الهلنستية. غالباً ما يُطلق على عكرا اسم عكرا السلوقية لتمييزها عن الإشارات إلى باريس البطلمية باعتبارها عكرا وعن حي مدينة القدس اللاحق الذي ورث اسم عكرا.