'عقد مع الإله' وقصص كبرى أخرى (بالإنجليزية: A Contract with God) هي رواية مصورة ألفها الكاتب والرسام الكاريكتوري الأمريكي ويل ايزنر عام 1978، وهي مجموعة قصص قصيرة تتحدث عن شخصيات يهودية فقيرة تعيش في مبنى سكني بأحد الأحياء الفقيرة بمدينة نيويورك. وقد أصدر ايزنر مجموعتين قصصيتين مكملتين لبعضهما وقعت أحداثهما في المبنى ذاته: قوى الحياة عام 1988 ودرب الخزبُ عام 1995. وعلى الرغم من مصطلح رواية مصورة لم يولد على يد ايزنر، فإن روايته ساهمت في شيوعه.
تتألف رواية عقد مع الإله من أربع قصص مستقلة: في «عقد مع الإله» يلحد شخص متدين بعد وفاة ابنته الصغرى التي تبناها، أما في قصة «مطرب الشارع»، فتحاول من كانت مغنية أوبرا شهيرة أن تغري مغني الشارع الشاب الفقير، الذي حاول بدوره استغلالها في المقابل. وإذا عرجَنا على القصة الثالثة «السوبر»، سنقرأ عن ذلك العنصري المستبد الذي ينتهي به المطاف منتحراً بعد تعرضه لإتهامات مغرضة بالشذوذ؛ ثم في «كوكالين» تتشابك الأحداث والقصص وتتداخل الشخصيات لقضاء عطلة على جبال كاتسكيل. وبشكل موضوعي، ترتبط القصص بأفكار رئيسة تشمل الإحباط وخيبة الأمل والعنف وقضايا الهوية العرقية. يستخدم ايزنر صور كبيرة أحادية اللون في منظور درامي ويركز على تعبيرات الوجه للرسوم المصورة؛ ولقليل من اللوحات أو الصور حدود تقليدية حوله.
بدأ ايزنر حياته الأدبية بـتأليف كتاب «قصص مصورة» عام 1936، وكانت لديه طموحات فنية سابقة، لكنها لم تحظ بالتقدير المناسب، فلم يجد مؤيدًا لأفكاره وترك عالم المنشورات الهزلية التجارية بعد انتهاء عمله الموقع عليه «الروح» في عام 1952. وفي السبعينيات، كان لزيادة عدد محبي القصص المصورة عظيم الأثر في إقناعه بالعودة والعمل من أجل إدراك تطلعاته في ابتكار قصص مصورة ذات مضمون أدبي. رغب ايزنر في التعاقد مع ناشر دائم يتعهد كتابه بالنشر والبيع في المكتبات العامة بدلاً من محال القصص المصورة، فكان له ذلك حيث تولت برونت بوكس نشر رواية عقد مع الإله عام 1978 وسوَقت لها تسويق «رواية مصورة»، وبهذا بدأ المصطلح ينتشر لوصف مثل هذه القصص المصورة المماثلة للكتب في الحجم. وقد عانى ايزنر في بادئ أمره كسادًا في البيع بيد أنه حظي باحترام أقرانه فيما بعد، ومن ثم تبنت دور نشر كبرى إعادة طبعه. حاز ايزنر على لقب شيخ القصص المصورة بعدما ثقل رصيده بانتشار رواية عقد مع الإله، وواصل إنتاج رواياته المصورة إلى جانب أعمال نظرية أخرى في الفن نفسه حتى وافته المنية في عام 2005.