العدوى الفطرية، (باللاتينية: Mycosis) والمعروفة أيضًا باسم الفُطَار (Mycosis)، هو مرض تسببه الفطريات. وتُصنَّف الأنواع المختلفة تقليديًا حسب الجزء المتأثر من الجسم إلى: سطحية، تحت الجلد، وجهازية.
تشمل العدوى الفطرية السطحية حالات القوباء الحلقية الشائعة التي تصيب الجلد، مثل القوباء الحلقية للجسم، والفخذ، واليدين، والقدمين، واللحية، بالإضافة إلى عدوى الخمائر مثل النخالية المبرقشة. أما الأنواع تحت الجلد فتشمل الفطار الفطري الحقيقي والفطار الصبغي، والتي تصيب الأنسجة في الجلد وتحته عمومًا.
العدوى الفطرية الجهازية أكثر خطورة، وتشمل أمراضًا مثل: المستخفية المورمة، داء النوسجات، الالتهاب الرئوي بالمستخفيات، الرشاشيات، والفطار العفني.
تتنوع الأعراض والعلامات بشكل واسع، وغالبًا ما تظهر طفوح جلدية في العدوى السطحية. بينما قد تظهر كتلة أو تغيرات جلدية في العدوى التي تصيب الجلد أو ما تحته. في الحالات الأعمق أو الجهازية قد تظهر أعراض تشبه الالتهاب الرئوي أو التهاب السحايا.
الفطريات موجودة في كل مكان، لكن بعضها فقط يسبب الأمراض. تحدث العدوى الفطرية عندما يتم استنشاق الأبواغ، أو تلامس الجلد، أو تدخل الجسم عبر الجلد مثل الجروح أو الحقن. وتكون أكثر شيوعًا لدى الأشخاص ذوي ضعف المناعة، مثل مرضى فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، أو الذين يتناولون أدوية مثل الستيرويدات أو علاجات السرطان.
تشمل الفطريات المسببة للعدوى في الإنسان الخمائر، والعفنيات، وأنواع قادرة على التبدل بين الشكلين (عفن وخميرة). يمكن أن تعيش الخميرة المبيضة البيضاء في جسم الإنسان دون أعراض، لكنها قد تسبب داء المبيضات السطحي الخفيف مثل السُلاق الفموي أو عدوى الخميرة المهبلية في الأشخاص الأصحاء، كما قد تُسبب داء المبيضات الجهازي الخطير في أولئك غير القادرين على مقاومة العدوى.
يُعتمد في التشخيص عادةً على الأعراض والعلامات، إضافة إلى الفحص المجهري، والزرع المخبري، وقد يتطلب الأمر خزعة أو الاستعانة بـ التصوير الطبي. بعض العدوى الفطرية السطحية قد تُشبه أمراضًا جلدية أخرى مثل الإكزيما والحزاز المسطح.
يُعالَج المرض عادةً باستخدام الأدوية المضادة للفطريات، إما بشكل موضعي على شكل كريم أو عبر الفم أو الحقن، حسب نوع العدوى ومدى انتشارها. في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر استئصال جراحي للأنسجة المصابة.
تنتشر العدوى الفطرية في جميع أنحاء العالم، وتُعد شائعة، حيث تُصيب أكثر من مليار شخص سنويًا. وقد تم الإبلاغ عن ما يُقدر بـ 1.7 مليون وفاة بسبب الأمراض الفطرية في عام 2020. وبعضها يُعتبر من الأمراض المدارية المُهمَلة مثل: داء الشعريات المبوغة، الفطار الصبغي، والفطار الفطري الحقيقي.
تُصيب مجموعة واسعة من العدوى الفطرية الحيوانات الأخرى، ويمكن لبعضها أن ينتقل من الحيوانات إلى الإنسان.