عبد القيس؛ قبيلة عربية، تشير الأدلة الأثرية إلى أن بلاد عبد القيس كانت في عالية نجد، ثم ارتحلت قبائلها وبطونها في أماكن متفرقة. ويُعتبرون قبيلة من القبائل التحالفية، هيمنَ عليهم رعي الإبل. خلال القرن الرابع الميلادي، كانت عبد القيس تسكن صحراء ركبة في السّي وبسيان، ومن مواردها آبار سجا، في جنوبي أرض غسان (يثرب)، وشمال أرض نزار، وآبار سجا حالياً تقع في محافظة عفيف. وفي سنة 360م، نُفِّذت سبأ حملات حربية ضد عبد القيس وأراضيها، ويذكر نص (عبدان 1 - السطر 29) أن الجنرال "بريل بن معد كرب" قاد حملة على عشيرة عبد القيس في "السّيّ" (سهل ركبة) عند مياه آبار سجا بين أرض نزار وغسان، وشن وأتباعه حرباً على عشيرة: شن، وبني نكرة، وبني صبرة بأرض عبد القيس، فقتلوا، وسبوا، وسلبوا، وغنموا أربعة آلاف من الأبل، وأثنا عشر ألفاً من الضأن (النقش المؤرخ: ʿAbadān 1).ويتوافق النقش، مع ما ذكره النسابة من أسماء بطون عبد القيس: شن بن أفصى بن عبد القيس، ونكرة بن لكيز بن أفصى، وصبرة بن نكرة ويقال صبرة بن الديل بن شن.
وبعد قرن من الزمن، في سنة 584 حـ من التقويم الحميري المقابل 474م، تم تنفيذ حملات سبئية أخرى، ذكر فيها اسم عبد القيس. وفي تلك الحملات، استولى الملك شرحبيل يكف على أرض نجد، وبمأسل الجمح واجه الملك شرحبيل يكف بنفسه ملك تنوخ عمرو بن الأسود (ابن الملك الأسود بن المنذر)، فدارت بينهم معركة، طرد فيها عمرو بن الأسود، وقتلوا من جيشه واسروا، وغنموا أربعمائة جمل من عبد القيس. وفي أرض جو (جو اليمامة) طلب عمرو بن الأسود الصلح (النقش المؤرخ Maʾsal 3).
وفقاً للمصادر العربية، ارتحل بنو عبد القيس من منازلهم شرقاً، واستقروا في البحرين، أي على الشاطئ الغربي للخليج العربي، ووصلت إقامتهم إلى عُمان، وكان العرب يسمون الشاطئ الممتد من البصرة إلى عُمان بالخطّ؛ ويطلقون عليه: خطّ عبد القيس وكانت القطيف عاصمة هذا الخطّ، وأشارت المصادر إلى وصول القيسيين إلى عُمان، وفي ذلك حكى الجاحظ عن صحار العبدي قوله: «شأن عبد القيس عجيب، وذلك أنهم بعد محاربة إياد تفرقوا فرقتين: الأولى وقعت بالبحرين وشِق البحرين وهم أشعر قبيل في العرب، والثانية وقعت بعمان وشِق عمان وهم خطباء العرب».