عبد الرحيم بوعبيد (23 مارس 1922 – 8 يناير 1992) هو محامي وسياسي مغربي، يُعتبر أحد رموز الكفاح الوطني ضد الاستعمار الفرنسي، شارك في المطالبة باستقلال المغرب، وكان من مؤسسي حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية قبل أن ينشق عنه ليساهم في تأسيس حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
واحد من أبرز الشخصيات السياسية في تاريخ المغرب الحديث. وُلد في مدينة سلا، وهو من عائلة ذات خلفية سياسية، حيث كان والده أحد كبار رجال السياسة في البلاد. تلقى تعليمه في المغرب، ثم انتقل إلى فرنسا، حيث درس في معهد الدراسات السياسية بباريس وتخصص في القانون والسياسة.
كان عبد الرحيم بوعبيد من الشباب الذين تأثروا بالحركة الوطنية المغربية ورفضوا الاستعمار الفرنسي. في سن مبكرة، انخرط في العمل السياسي وكان له دور كبير في الحركة التي كانت تطالب باستقلال المغرب. وعُرف بنضاله المستمر ضد الاحتلال، وكان أحد الأسماء البارزة في حزب الاستقلال، الذي كان يسعى لتحقيق الاستقلال الكامل للمغرب.
في فترة ما قبل الاستقلال، عُرف بوعبيد بمواقفه القوية في الدفاع عن الحقوق السياسية والاجتماعية، وشارك في العديد من الحركات الاحتجاجية ضد الاستعمار الفرنسي. وقضى فترة طويلة في السجون الفرنسية نتيجة لنشاطه السياسي.
بعد الاستقلال في عام 1956، بدأ عبد الرحيم بوعبيد في العمل السياسي بشكل أوسع، وشارك في تشكيل الحكومة المغربية بعد الاستقلال. في عام 1961، أصبح أحد أبرز أعضاء حزب الاستقلال في حكومة الملك محمد الخامس، وكان له دور مؤثر في تطوير السياسات الاجتماعية والاقتصادية للمغرب بعد الاستقلال.
وفي أواخر الستينات، أظهر بوعبيد اهتمامًا كبيرًا بالقضايا الاجتماعية، وعُرف بانتقاداته الشديدة للأنظمة السياسية القائمة، خاصة في سنوات السبعينات التي شهدت توترًا سياسيًا داخليًا. لعب دورًا محوريًا في تحفيز النقاشات حول الديمقراطية وحقوق الإنسان في المغرب، حيث كان يؤمن بضرورة تحول النظام السياسي إلى نظام ديمقراطي يعزز من حقوق المواطنين ويضع حدًا لسياسات القمع.
وفي بداية الثمانينات، كان عبد الرحيم بوعبيد جزءًا من مجموعة من السياسيين الذين دعوا إلى التغيير السياسي في المغرب، وشارك في تأسيس عدة مؤسسات حزبية واجتماعية كانت تهدف إلى تعزيز الشفافية والحريات العامة في المملكة.
بعد وفاته في 8 يناير 1992 إثر مرض عضال، خلّف بوعبيد إرثًا سياسيًا عميقًا في المغرب، حيث ساهم في تشكيل وجه السياسة الحديثة في البلاد. دفن في مقبرة الشهداء بالرباط، وترك خلفه العديد من الأبحاث والمقالات التي تعكس رؤيته حول المستقبل السياسي للمغرب.