فهم حقيقة عباس الأكبر‌

ٱلدِّرَايَةُ الكَسۡرَوِيَّةُ وَٱلْشَّوۡكَةُ ٱلأَفۡرِيۡدُوۡنِيَّةُ وَٱلْسُّلۡطَةُ ٱلإِسۡكَنۡدَرَانِيَّةُ وَٱلمَكَانَةُ ٱلْسُّلَيۡمَانِيَّةُ ظِلُّ اللهِ صَاحِبُ ٱلقِرانِ ٱلأَعۡلَیٰ مَلِكُ المُلُوۡكِ أَبُو ٱلمُظَفَّرِ ٱلْشَّاهُ عبَّاسٌ الأَكۡبَرُ ٱلْصَّفَويُّ بَهَادُرۡ خَان (بالفارسية: کِسرَی دِرَایَت فَرِیدُون شَوکَت سُلطَان سِکَندَرنِشَان سُلَیمَان مَکَان ظِلُ‌اللهِ صَاحِبقِرَان أَعلَیٰ شَاهِنشَاه ابُوالمُظَفَر شَاه عَبَاس بُزُرگ صَفَوِی بَهَادُرخَان) (1 رمضان 978هـ - 24 جُمادى الأولى 1038هـ المُوافق فيه 27 كانون الثَّاني (يناير) 1571م - 19 كانون الثَّاني (يناير) 1629م) الشَّهير اختصارًا بِـ«عباس الأكبر» أو «عباس الأول» كان الشَّاهنشاه الأكثر سُموًا من السُلالة الصفويَّة التي حكمت إمبراطوريَّة واسعة لأكثر من مائتي عام. وهو من أعظم الحُكَّام في تاريخ إيران. وقد حكم البلاد من سنة 995هـ المُوافقة لِسنة 1587م إلى سنة 1038هـ المُوافقة لِسنة 1629م. بلغت الدَّولة الصفويَّة في عهده أقصى اتِّساع لها ووصلت أعلى درجات الكمال والقُوَّة والازدهار. فامتدَّت من روسيا شمالًا إلى السِّند جنوبًا ومن بلاد الشَّام غربًا إلى بلاد الأوزبك شرقًا.

جلس عبَّاس الأوَّل على عرش الدَّولة الصفويَّة إبان اضطراباتٍ كانت تعصف بِالبلاد، نتيجةً لِلصراع بين فصائل القزلباش، فكانت والدتُه «خير النساء بيگم» وأخوه الأكبر «حمزة ميرزا» من ضحايا ذلكُم الصراع، فاستغل أعداء الدَّولة الصفويَّة من عُثمانيين وأوزبك تلك الفوضى السياسيَّة واستولوا على أجزاء من الأراضي الصفويَّة. ومع خاتمة سنة 995هـ المُوافقة لِسنة 1587م انقضى مُلك أبيه محمد خُدابَنده، وترك لِعبَّاس تدبير شؤون البلاد والعباد، حيث التفَّ حوله قادة القزلباش. استطاع الشاه عبَّاس أن يُنهي الفوضى التي مزَّقت البلاد وسار بالإمبراطوريَّة الصفويَّة إلى ذروة القوَّة والازدهار. خلال السَّنوات الأولى من حُكمه عمل على إنهاء المُشكلات الداخليَّة وتمكَّن من إنهاء التمرُّدات، ثم توجَّه لِقتال الأوزبك وألحق بِهم الهزائم في معارك عظيمة انتهت بِتحرير الأراضي الصفويَّة. ثم توجه الشاه لِقتال العُثمانيين والتقى الجمعان في عدة معارك تمكَّن فيها الصَّفويون من استعادة أراضيهم المُحتلِّة. وقاد الفُتوحات فَدانت له الدِّيار القوقازيَّة، ودخلت جُورجيا تحت جناح الدَّولة الصفويَّة، وامتد حُكمه إلى العراق وشرق الأناضول حتى بلغ بالمُلك حُدود الشَّام وما وراء داغستان. حارب مغول الهند وتمكَّن من الانتصار عليهم وإخراجهم من الدِّيار الأفغانيَّة وفتح قندهار، وتمكن من طرد الپُرتغاليين. كانت هذه الانتصارات نتيجة للإصلاحات العسكريَّة والسياسيَّة التي أدخلها عبَّاس الأكبر إلى الدَّولة، فَبلغ بِذلك أقصى اتِّساع لِلإمبراطوريَّة في تاريخها.

كان عبَّاس الأكبر مُتدينًا ومُتمسكًا بِالعقيدة الشيعيَّة، ويمتلك شخصيَّة كاريزميَّة قويَّة وخطيبًا بليغًا يؤثِّر في نُفُوس سامعيه ويتحدَّث بِاللُّغات: الأذريَّة والفارسيَّة والجورجيَّة، وقد كان راعيًا عظيمًا لِلعمارة والفنون والأدب، يُجالس العُلماء والمُستشارين، وكان مُحببًا لدى الرَّعية يتحرَّى حُسن الحال فيها. نقل عاصمته إلى مدينة أصفهان وارتقى بِعُمرانها حتَّى وصلت مقامًا رفيعًا من الجمال وعلى إثر ذلك ظهرت العبارة: «أَصْفَهَان نِصْفُ الدُّنِيَا» فما انفكَّ اسم هذه المدينة يرتبط بِالشَّاهنشاه عبَّاس الأكبر، نشر أسباب العُمران في البلاد وأقام المساجد والمدارس والقُصور والطُّرُق وبنى ألف خان وعمَّر المُقدَّسات الشيعيَّة في إيران والعراق. شهدت الدَّولة في فترته ازدهارًا تجاريًا واقتصاديًا ويوصف عهده بأنه «عصر ذهبي» لا زال يحظى بِالتَّكريم لِكونه نبراسًا لِلمجد والعظمة والرَّخاء.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←