عائشة الحرَّة والدة آخر ملوك غرناطة أبي عبد الله الصغير الذي اشتهر بكونه آخر ملك مسلم في بلاد الأندلس. كانت واحدة من الشخصيات البارزة في التاريخ الأندلسي. سميت بـ "الحرة" تمييزًا لها عن الجارية الرومية التي كانت زوجة لزوجها السلطان أبو الحسن، أو تكريمًا لها على طهارتها وشجاعتها ومواقفها القوية.
كانت عائشة تنتمي إلى أسرة بني نصر الحاكمة في غرناطة، وزواجها من السلطان أبو الحسن كان لتحسين مكانته وتأكيد حقه في العرش. ومع اشتداد الصراع السياسي في غرناطة، تصاعدت مؤامرات ضرتها ثريا الرومية التي كانت تسعى للسيطرة على العرش من خلال أولادها. لكن عائشة الحرة، التي كانت ذات نفوذ قوي في البلاط، لم تستسلم وبدأت في تدبير وسائل المقاومة مع أنصارها، بما فيهم أسرة بني سراج، وأخذت تحرص على ضمان حق أولادها في العرش. أصبحت عائشة الحرة رمزًا للمقاومة، وظلت شخصيتها حية في ذاكرة التاريخ الإسباني والمغربي على حد سواء. وحتى اليوم، يحترم الإسبان هذه المرأة العظيمة، وقد أطلقوا على منزلها في حي البيازين في غرناطة اسم "دار الحرة"، حيث لا يزال يذكرها التاريخ بكل تقدير.