إتقان موضوع ظهير الدين بن العطار

الصَّاحبُ الوزير أبُو بكرٍ ظهيرُ الدِّين منصُور بن نصر بن الحُسَين العطَّار الحرَّانيُّ البغداديُّ (533 - ذو القُعدة 575 هـ / 1138 - أبريل 1180 م) المعرُوف اختصارًا باسم ظَهِيرُ الدِّين بن العطَّار أو ابن العطَّار، هو وزيرٌ وكاتب في الخِلافة العبَّاسيَّة، وكان مسؤول بيتِ المال للخليفة حسن المستضيء بأمر الله، ولفترة أيام للخليفة أحمد الناصر لدين الله قبل أن يزجه الأخير في السَّجن حتى مات.

نشأ ابن العطَّار لأسرة مرمُوقة، وتعلَّم وأتقنه، وبعد أن تُوفي والده، ورث عنه تركةً كبيرة، فكان كثير العطاء، وأصبح يُخالط مسؤولي الدَّولة، حتى أصبح صديقًا مُقربًا للحسن بن الخليفة المُستنجد بالله. بعد أن بُويع الحسن، والذي لُقب المُستضيء بأمر الله في سنة 566 هـ / 1170 م، منح ابن العطَّار وصُولًا سهلًا إلى دار الخلافة، فأوكل إليه الكتابة، وفي هذه الأحداث كانت التطوُّرات في العالم الإسلامي تتسارع ويُعاد تشكيلها، فقد تمكن الملك النَّاصر صلاحُ الدِّين الأيُّوبي من إزالة الدَّولة الفاطِميَّة كُليًا وخطب للخليفة العبَّاسي بعد قُرابة 200 عامًا من خُروج مصر عن الخُطبة للخُلفاء العبَّاسيين. فظهر الفرح في عُموم العاصِمة العبَّاسيَّة بغداد وتزينت بألوان الزينة والأعلام، وقد أرسل الخليفة بالخلع والأعلام السُّود مُهنئًا للملك الأيُّوبي.

استمر ابن العطَّار كاتبًا للخليفة حتى حلول يوم 4 ذو القعدة سنة 573 هـ / مايو 1178 م، حيث اُغتيل الوزير المُخضرم عضُد الدين أبُو الفرج من قبل أحد الباطنيين، وعلى إثر ذلك، أمر الخليفة المُستضيء بترقية ابن العطَّار وزيرًا للبلاد، والذي تسلَّم صلاحيات كبيرة لدولة مُمتدة من البصرة إلى سامراء لا تزال تعاني من الاضَّطرابات والضَّعف التي خلَّفها السَّلاجقة وحرائق وضعف البنية في العاصمة بغداد بفعل عوامل عديدة، إلا أنه عُرف بالإدارة الحسنة والسيرة العطِرة لدى الكثير من الناس، إلا أنه كان مكرُوهًا من قبل الشيعة، فقد كان شديدًا عليهم ويُبعدهم عن المشهد السياسي أو الإداري.

تُوفي الخليفة المُستضيء في 4 ذو القعدة سنة 575 هـ / 5 أبريل 1180 م، فقام الوزير ابن العطَّار بترتيب نقل الخلافة إلى وليُّ العهد، أحمد والذي تلقَّب بالنَّاصر لدين الله، ولم يكُن الخليفة الجديد مُرتاحًا إلى ابن العطَّار، فأبقاه مسؤولًا لأيامٍ معدودة، قبل أن يأمر بالقبض عليه في 7 ذو القعدة / 8 أبريل من نفس العام، فسُجن أيَّامًا، حتى أضحى قتيلًا في السَّجن وكان عليه آثار ضربٍ، وذلك بعد أن أمضى وزيرًا قُرابة عامين، وتُوفي عن 42 عامًا. استوزر الخليفة النَّاصر لدين الله من بعده، سُليمان بن جاووش، والذي لُقب حُسام الدين.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←