العرج عصبي المنشأ (إن سي) (بالإنجليزية: Neurogenic claudication)، يُعرف أيضًا باسم العرج الكاذب، هو أكثر أعراض التضيق النخاعي القطني (إل إس إس) شيوعًا، ويصف حالة من الألم المتقطع في الساق نتيجة انحصار الأعصاب الناشئة من النخاع الشوكي. يشير مصطلح عصبي المنشأ إلى نشوء المشكلة داخل الجهاز العصبي. يشير مصطلح العرج، المقتبس من الكلمة اللاتينية ليمب، إلى الشد العضلي المؤلم في الساقين أو ضعفهما. يجب التمييز بين العرج عصبي المنشأ والعرج الوعائي، الذي ينشأ بدوره من مشكلة في جهاز الدوران وليس من مشكلة عصبية.
يُستخدم مصطلح العرج عصبي المنشأ في بعض الأحيان بالتبادل مع التضيق الشوكي. مع ذلك، يُعد الأول مصلحًا سريريًا، بينما يصف الأخير حالة التضيق الشوكي بالتحديد. يُعتبر العرج عصبي المنشأ حالة طبية ناجمة بشكل شائع عن تلف جذور الأعصاب الشوكية السفلية وانضغاطها. يمثل أيضًا حالة عصبية وعظمية مؤثرة على الجهاز العصبي الحركي للجسم، وبالتحديد أسفل الظهر، والساقين، والوركين والعضلات الألوية. لا يحدث العرج عصبي المنشأ من تلقاء نفسه، بل يحدث بالترافق مع عدد من الحالات العصبية أو الشوكية الكامنة، مثل التضيق الشوكي أو شذوذات النخاع الشوكي وتنكسه. تعرّف الرابطة الدولية لدراسة الألم العرج عصبي المنشأ على أنه «الألم الناتج عن انضغاط متقطع و/أو نقص تروية في جذور الأعصاب المفردة أو المتعددة داخل الثقبة بين الفقرات أو القناة الشوكية المركزية». يعكس هذا التعريف فرضيات الفيزيولوجيا المرضية الحالية للعرج عصبي المنشأ، إذ يُعتقد أنه مرتبط بانضغاط جذور الأعصاب القطنية العجزية بواسطة البنى المحيطة، مثل المفاصل الوجيهية أو الأربطة الصفراء المتضخمة، والأعران العظمية، والنسيج الندبي والأقراص المنفتقة أو المتورمة.
تشمل أعراض العرج عصبي المنشأ السائدة كلتا الساقين أو إحداهما، وتتظاهر عادة بمجموعة من أحاسيس الوخز، والشد العضلي، وعدم الراحة، والألم والخدر، أو ضعف في أسفل الظهر و/أو ربلة الساق و/أو العضلة الألوية و/أو الفخذين، وتتفاقم هذه الأعراض عند المشي أو الوقوف المطول. مع ذلك، تختلف الأعراض باختلاف شدة الحالة وسببها. تشمل الأعراض الأقل شدة ألمًا وثقلًا في الساقين، والوركين، والعضلات الألوية وأسفل الظهر بعد التمرينات الرياضية. تشمل الأعراض المعتدلة إلى الشديدة كلًا من الألم المستمر المطول، والتعب وعدم الراحة في النصف السفلي من الجسم. في الحالات الشديدة، يُلاحظ حدوث عجز في القدرة والوظيفة الحركتين في النصف السفلي من الجسم، بالإضافة إلى حدوث خلل في وظيفة الأمعاء والمثانة في بعض الحالات. يؤدي تغيير وضعية الخصر أو انثنائه عادة إلى تخفيف أعراض العرج عصبي المنشأ والألم الناجم عنه. لا يختبر المرضى المصابون بالعرج عصبي المنشأ بالتالي إعاقة كبيرة عند صعود الدرج ودفع العربات وركوب الدراجة.
تعتمد خيارات علاج العرج عصبي المنشأ على شدة الحالة وسببها، وقد تكون جراحية أو غير جراحية. تشمل التداخلات غير الجراحية الأدوية، والعلاج الفيزيائي والحقن النخاعية. يُعتبر تخفيف الضغط النخاعي الإجراء الجراحي الرئيسي وأكثر جراحات الظهر شيوعًا لدى المرضى فوق 65 سنة. تشمل الأشكال الأخرى للتداخلات الجراحية: استئصال الصفيحة الفقرية، واستئصال القرص الميكروي وجراحة التضيق القطني. يُنصح المرضى الذين يعانون من أعراض طفيفة بالخضوع للعلاج الفيزيائي، مثل تمارين الإطالة والتقوية. تُوصف بعض الأدوية مثل مسكنات الألم والستيرويدات بالترافق مع العلاج الفيزيائي لدى المرضى الذين يعانون من أعراض شديدة. تُستخدم العلاجات الجراحية بشكل رئيسي من أجل تخفيف الضغط عن جذور الأعصاب الشوكية، ويمكن اللجوء إليها عند عدم فعالية التداخلات غير الجراحية أو فشلها في تحقيق أي تقدم فعال.
يعتمد تشخيص العرج عصبي المنشأ على السمات السريرية النموذجية، والفحص الجسمي والنتائج الملاحظة للتضيق الشوكي في التصوير المقطعي المحوسب (سي تي) أو التصوير بالأشعة السينية. يجب أيضًا النظر في الأمراض التي تصيب النخاع الشوكي والجهاز العضلي الهيكلي في التشخيص التفريقي، بالإضافة إلى العرج عصبي المنشأ.