طيور الرعب أو الفورسراسيدس (باللاتينية: Phorusrhacidae) أي «حاملات الخرق»، هي فصيلة من الطيور الكبيرة المفترسة المنقرضة، والتي كانت معظمها عاجزة عن الطيران، وكانت من بين أكبر الحيوانات المفترسة العليا في أمريكا الجنوبية خلال حقبة الحياة الحديثة. تتراوح سجلاتها الأحفورية المؤكدة من منتصف الإيوسيني إلى البليستوسيني المتأخر، أي منذ حوالي 43 إلى 0.1 مليون سنة، رغم أن بعض العينات تشير إلى احتمال وجودها منذ الإيوسيني المبكر.
تراوح ارتفاعها من 1 إلى 3 أمتار. أحد أكبر العينات التي تعود إلى بداية البليستوسيني في الأوروغواي، والتي يُحتمل أنها تنتمي إلى جنس الديفينتشينزيا، كان وزنها قد يصل إلى 350 كيلوغراما. يُعتقد أن أقرب جنس لها في العصر الحديث هي طيور السيريما، التي يبلغ طولها 80 سنتيمتراً. يُعرف نوع التيتانيس ووليري، وهو أحد الأنواع الأكبر حجماً، في ولايتي تكساس وفلوريدا بأمريكا الشمالية. هذا يجعل طيور الرعب هي المفترس الكبير الوحيد المعروف من أمريكا الجنوبية الذي هاجر شمالاً في التبادل الأمريكي العظيم الذي تبع تشكل الجسر البري لبرزخ بنما (بدأت الموجة الرئيسية للتبادل منذ حوالي 2.6 مليون سنة؛ التيتانيس، الذي يعود تاريخه إلى 5 ملايين سنة، كان من المهاجرين الأوائل نحو الشمال).
كان يُعتقد في السابق أن طائر "التيتانيس ووليري" انقرض في أمريكا الشمالية بالتزامن مع وصول البشر، ولكن تأريخات لاحقة لحفريات التيتانيس لم تقدم أي دليل على بقائه بعد 1.8 مليون سنة مضت. ومع ذلك، فإن التقارير الواردة من أوروغواي حول اكتشافات جديدة لطيور الرعب، مثل عينة من طائر السايلوبترس يعود تاريخها إلى 96,040 ± 6,300 سنة مضت، قد تشير إلى أن طيور الرعب استمرت في البقاء في أمريكا الجنوبية حتى البليستوسيني المتأخر.
ربما تكون طيور الرعب قد وصلت إلى إفريقيا وأوروبا، إذا تم تضمين جنس اللافوكاتافيس من الجزائر والإليوثيرورنيس من فرنسا وسويسرا. ومع ذلك، فإن تصنيف كلا النوعين ضمن فصيلة طيور الرعب يعتبر محل شك كبير، وبقاياهما مجزأة للغاية بحيث لا يمكن إدراجها في التحليلات الوراثية. كما تم اكتشاف عينات محتملة في تكوين لا ميسيتا في جزيرة سيمور بالقارة القطبية الجنوبية، مما يشير إلى أن هذه المجموعة كان لديها نطاق جغرافي أوسع خلال العصر الباليوجيني.
كانت فصيلة الطيور الطويلة القريبة الصلة تحتلّ مكانًا بيئيًا مشابهًا في أمريكا الشمالية منذ الإيوسيني حتى الميوسيني المبكر؛ وبعضها، مثل الباراكراكس، كان مشابهًا في الحجم لأكبر طائر من طيور الرعب. وتُظهر إحدى التحليلات على الأقل أن الباثأورنس هي مجموعة شقيقة لطيور الرعب، استنادًا إلى السمات المشتركة في الفكوك والعظم الغرابي، ومع ذلك، فقد تم الاعتراض على هذا بشدة، حيث يُحتمل أن تكون هذه السمات قد تطورت بشكل مستقل بسبب نمط الحياة المتشابه في الافتراس وعدم القدرة على الطيران.