ذُو اليمينين ومُقدَّم الجُيوش أبُو طلحة أبُو الطَّيِّب طاهِر بن الحُسَيْن بن زُريق بن ماهان الخُزاعِي (159 - 25 جُمادى الآخرة 207 هـ / 775 - 18 نُوفَمْبَر 822 م) قائدٌ عسكريٌّ عبَّاسِي كبير، ووالي خُراسان والمَشرق العبَّاسِي، ومُؤسس السُّلالة الطَّاهِريَّة فيها.
كان جُد طاهِر، رُزيق من موالي قبيلة خُزاعة، ولهذا عُرف طاهِر وأسرته بهم. خدم طاهِر الخِلافَة العبَّاسِيَّة منذ أن قاد جُيوش المأمُون ضد أخيه الأمين بعد أن تنكَّر له وخلعهُ من ولاية العهد، وتمكَّن من القضاء عليه سنة 198 هـ / 813 م، وساهم في توطيد حُكم المأمُون. كافأهُ المأمُون بتعيينه واليًا على خُراسان وكامِل المشرق، مُؤسسًا بذلك سُلالة خدمت فيه الخِلافة عُرفوا بالطَّاهِريُّون.
حاول طاهِر التمرُّد على المأمُون لأسبابٍ غير معرُوفة في آخر الأشهُر من حياته، كما أن المأمُون لم يعُد على علاقة جيَّدة معهُ حيث يُروى أنهُ كان يبكي بعد كُلما كان يراه لأنه يُذكره بمقتل أخيه الأمين، كما أن طاهِرًا توقَّف عن الدُّعاء للمأمُون على المنابِر، وهي خُطوة تُبين وجود خلعًا للطَّاعة، إلا أنه سُرعان ما تُوفي بشكلٍ مُفاجئ على سريره في الخامِس والعُشرُون من جُمادى الآخرة سنة 207 هـ / الثَّامِن عَشَر من نُوفَمْبَر 822 م. ومع ذلك فإن المأمُون لم يتخلى عن أسرته، وسُرعان ما عيَّن ابنهُ طَلحة بن طاهِر مكانهُ، وبعد أن تُوفي الأخير، عُيِّن الأمير عبدُ الله بن طاهِر حاكِمًا على خُراسان، والذي ورث عن أبيه الحِكمة والقيادة والشَّجاعة، وقاد العديد من الحملات في خدمة الخِلافة العبَّاسِيَّة.