ضَمْرَةُ بْنُ ضَمْرَةَ بْنِ جَابِرٍ بْنِ قَطَن اَلنَّهْشَلِيُّ اَلدَّارِمِيُّ اَلتَّمِيمِيُّ أحَدُ فرسان العرب وساداتِهم المشهورين في العصر الجاهلي قبل الإسلام، وكانَ مِن حُكّامِ تَميمٍ، وإليهِ يَتَنافَرونَ، وعِندَهُ يَتَحاكَمونَ، لا يَرَونَ في وَقتِهِ كَرَأيِهِ رَأياً، وَلا يَستَغنونَ عَن مَشورَتِهِ في وَقائِعِهِم، وأَيّامِهِم، لِوُقوفِهِم عَلى ما كانَ عَلَيهِ مِن غَزارَةِ العَملِ، وَذَكاءِ الفِطنَةِ، وَطَلافَةِ اللِّسانِ، وَكَرَمِ السَّجيَّةِ، وَخِبرَتِهِ بِأَحوالِ العَرَبِ وَأَنسابِهِم، وكان شاعراً ٱسمُه شِقَّةُ (وقيلَ: شِقُّ) بْنُ ضَمْرَة فسمته العرب (أو: سمَّاهُ النُّعمان) ضَمْرَةَ بْنَ ضَمْرَةَ على ٱسْم أبيه؛ لأنه كان فارساً شديداً مِثلَه، وكان ضَمْرَةُ يُغير على قبائل العرب وعلى مملكة المناذرة في الحيرة، وقد طلبه ملكها المنذرُ بْنُ المنذر، ثُمَّ وَلَدُه من بعده النُّعمانُ بْنُ المنذر فلم يتمكنوا منه، فصالحوه على أن يعطوه ألف من الإبل، وشَهِد ضَمْرَةُ يومَ ذات الشقوق وأوقع بالأحاليف غَطَفان وبنو أسد وطيِّئ، وشارك في غَزَوات أُخَرَ مع قومه على بَكرِ بْنِ وَائلٍ والأَزْد وغيرها من القبائل، ومن أحفاده الشاعر نَهْشَلُ بْنُ حَرِّيٍّ الدَّارِمِي وأخوه مالك بْنُ حَرِّيّ قُتَل في معركة صِفِّين.