صرع الفص الجبهي (اختصارًا FLE) هو اضطراب عصبي مميز بنوبات متقطعة وجيزة تنشأ في الفصين الجبهيين للدماغ، وغالبًا ما تحدث عند نوم المريض. يأتي في المرتبة الثانية بعد صرع الفص الصدغي (تي إل إي) كأكثر أنواع الصرع شيوعًا، ويتشابه مع النوع الصدغي بالنوبات الجزئية (بؤرية) التي تميز كليهما. تأخذ النوبات الجزئية الناشئة في الفصين الجبهيين أحد الشكلين: إما نوبات جزئية بسيطة (لا تؤثر على الوعي أو الذاكرة) أو نوبات جزئية مركبة (تؤثر على الوعي أو الذاكرة قبل النوبة أو خلالها أو بعدها). قد تختلف أعراض صرع الفص الجبهي ومظاهره السريرية بناءً على المناطق المتأثرة المحددة من الفص الجبهي.
قد يصعب كشف بدء النوبة نتيجة احتواء الفص الجبهي وتنظيمه العديد من البنى والوظائف لا يُعرف عنها إلا القليل نسبيًا. نظرًا إلى افتقار المعرفة الكافية فيما يتعلق بالوظائف المرتبطة مع الفصين الجبهيين، قد تؤدي النوبات الناشئة في مناطق الدماغ هذه إلى حدوث أعراض غير اعتيادية، إذ غالبًا ما تُشخص بشكل خاطئ كاضطراب نفسي، أو نوبة غير صرعية أو اضطراب نوم.
أثناء بدء النوبة، قد يبدي المريض وضعية جسم غير طبيعية، أو عرة حسية حركية أو شذوذات في المهارات الحركية. في بعض الحالات، قد يحدث ضحك أو بكاء لا إرادي أثناء النوبة. قد يظهر أو لا يظهر الأشخاص المصابون وعيًا على تصرفهم بشكل غير طبيعي، اعتمادًا على المريض ونوع النوبة. يتبع النوبة الناشئة في الفصين الجبهيين أحيانًا فترة قصيرة من الارتباك تُعرف بالحالة التالية للنشبة. مع ذلك، يتعذر غالبًا كشف هذه الحالات التالية للنشبة إذ لا تدوم مثل فترات الارتباك التالية لنوبات الفصين الصدغيين.
تتراوح أسباب صرع الفص الجبهي العديدة من الوراثية إلى إصابات الرأس التي تسبب آفات في الفصين الجبهيين. على الرغم من التشخيص الخاطئ لصرع الفص الجبهي غالبًا، يمكن إجراء بعض الاختبارات مثل مراقبة «إي إي جي» المطولة و/أو فحص «إم آر آي» على الفصين الجبهيين من أجل كشف وجود ورم أو تشوه وعائي. بعكس معظم اختبارات «إي إي جي» الصرعية، تسبق شذوذات «إي إي جي» الخاصة بصرع الفص الجبهي البدء الجسدي للنوبة وتساعد في تحديد موقع أصل النوبة. تُوصف أدوية مضادات الصرع نموذجيًا للسيطرة على بدء النوبات، مع ذلك، يجب على المريض الخضوع إلى الجراحة لاستئصال المناطق البؤرية من الفصين الجبهيين في حال عدم فعالية الأدوية.