ماذا تعرف عن صراع حزب الله وإسرائيل (2023–الآن)

صراع حزب الله إسرائيل (2023–الآن) أو كما يطلق عليه الاحتلال الإسرائيلي الجبهة الشمالية في حرب السيوف الحديدية أو جبهة الشمال (بالعبرية: החזית הצפונית במלחמת חרבות ברזל أو החזית הצפונית) هو صراع واشتباكات بدأت في 8 أكتوبر 2023 بين حزب الله اللبناني وإسرائيل عقب يوم واحد من انطلاق عملية طوفان الأقصى في غزة، حيث أطلق حزب الله صواريخ موجهة وقذائف مدفعية على المواقع التي تحتلها إسرائيل في مزارع شبعا، بهدف إسناد المقاومة في غزة (بحسب الحزب)، وردت إسرائيل بقصفِِ على الأراضي اللبنانية، وتطور لاحقاً لسلسلة من الضربات والمناوشات اليومية على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ظلَّ الاشتباك محصوراً في المناطق الحدودية لعدَّة أشهر، أي في شريط ضيِّق ما بين الخمسة والعشرة كيلو مترات على كلا الجانبين، وذلك ما عُرف بقواعد الاشتباك. وما لبثت أن تعمَّقت الاستهدافات لاحقاً بغارات إسرائيلية محدودة وقليلة وصلت إلى بعلبك وبيروت والنبطية وضواحي كل من صور وصيدا، كما ووصلت الرشقات الصاروخية التي أطلقها الحزب إلى صفد وقاعدة ميرون في الداخل الإسرائيلي، إضافةً إلى كريات شمونة والجولان. وهو أكبر تصعيد للصراع بين حزب الله وإسرائيل منذ حرب لبنان عام 2006.

شملت المناوشات عمليات اغتيال وقصف منازل وتدمير آليات وإسقاط طائرات مسيرة، كما وشملت محاولتي توغل بريًتين محدودتين من الجانب الإسرائيلي تم إحباطهما.

وفي شمال "إسرائيل"، أجبر الصراع المستمر على تهجير حوالي 200,000 شخصًا على مغادرة منازلهم، بينما في جنوب لبنان، نزح أكثر من 1.2 مليون شخص .

حدث تصعيد كبير في سبتمبر 2024، بدءًا من انفجار أجهزة النداء في لبنان 2024. وبعد أيام، شن الجيش الإسرائيلي غارة في العاصمة اللبنانية بيروت وقتل عضوًا بارزًا في حزب الله وهو إبراهيم عقيل، الذي كان متورطًا في تفجيرات بيروت عام 1983. وبعد فترة وجيزة، صرح الجيش الإسرائيلي «أن هجماته ستستمر حتى يتمكن المواطنون الإسرائيليون في منطقة الصراع من العودة إلى منازلهم بأمان»، وتباعةً أسفرت غارات إسرائيلية وقعت يوم الاثنين 23 سبتمبر عن سقوط أعنف الضحايا وأكثرهم انتشارا في لبنان، حيث استشهد ما لا يقل عن 558 شخصًا وأصيب أكثر من 1835 شخصًا، بما في ذلك الأطفال والنساء والمسعفون، وفي 27 سبتمبر، قصفت القوات الجوية الإسرائيلية ودمرت مقر القيادة المركزية لحزب الله في بيروت، مما أسفر عن مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله وقادة آخرين. وفي 1 أكتوبر، بدأ الجيش الإسرائيلي غزوًا محدوداً لجنوب لبنان، وأعلن أنه كان ينفذ غارات سرية صغيرة في لبنان منذ أشهر.

في يوم الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 وبعد ما يقارب الشهرين منذ بِدء الغزو البري للبنان، تم إعلان التوصُّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدَّة ستين يوماً، وصدَّقت إسرائيل عليه، حيث يدخل الاتفاق حيِّز التنفيذ بدءاً من فجر يوم الأربعاء 27 نوفمبر. كما يتضمن الاتفاق بنود كإنشاء لجنة لمراقبة الاتفاق، وتطبيق القرار 1701، ونزع سلاح الميليشيات اللبنانية وانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية. وبعد انتهاء مدة الستين يوماً في يوم الأحد 26 يناير 2025، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن مقتل 22 لبنانياً بينهم جندي في الجيش، وأصيب 124 أثناء عودتهم إلى قراهم وبلداتهم في الجنوب بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك رغم انقضاء الفترة المتفق عليها في الاتفاق، فقد أعلن الاحتلال الإسرائيلي عدم سحب قواته من الجنوب وحظر عودة أهالي 66 قرية وبلدة إلى قراهم، ومن حاول العودة تعرَّض لإطلاق النار من قبل قوات الاحتلال، وجرَّاء هذه الاعتداءات سقط عدد من القتلى في بلدات العديسة، وميس الجبل، ومركبا، وعيترون، وبليدا، وحولا. فيما أعلنت الولايات المتحدة تمديد اتفاق وقف إطلاق النار لثلاثة أسابيع إضافية حتى 18 فبراير 2025، مع عدم التزام إسرائيل ببنود الاتفاقية ورفضها سحب قواتها من جنوب لبنان. في حين أعلن الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، رفض الحزب القاطع لأي مبررات لتمديد مهلة انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية في الجنوب، وشدَّد على ضرورة التزام إسرائيل وانسحابها من جنوب لبنان، وأنَّ الولايات المتحدة وفرنسا يتحملان تداعيات ذلك، وأشار إلى أنَّ حزب الله التزم بعدم خرق الاتفاق منذ بِدء سريانه في 27 نوفمبر 2024 وحتى انتهاء الفترة المتفق عليها في الوقت الحالي، في حين أنَّ إسرائيل خرقته 1350 مرة.

في مساء يوم الثلاثاء 28 يناير 2025 بعد يومين من انتهاء فترة اتفاق وقف إطلاق النار، التي تم تمديدها من طرف الولايات المتحدة فقط دون مصادقة حزب الله على ذلك، واصلت إسرائيل خرقها وشنَّت غارتين على مدينة النبطية، حيث استهدفت بالغارة الأولى سيارة من طراز "بيك آب" بصاروخ موجَّه في النبطية الفوقا قرب مفرق الدير ما أدى إلى وقوع 14 إصابة في حصيلة أولية، وارتفع العدد إلى 24 جريحاً، واستهدفت بالغارة الثانية محيط استراحة الفرح على طريق زوطر، كما أطلق جنودها النار في البلدات الحدودية ما أسفر عن وقوع جرحى، حيث أعلن الجيش اللبناني عن إصابة جندي وثلاثة مواطنين في جنوب البلاد برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي.

وفي 9 أبريل قال مسؤول بجماعة حزب الله لوكالة رويترز، إن الجماعة ستناقش مع الرئيس عون نزع سلاحها لأول مرة. وأضاف المسؤول في هذا السياق أنها يجب على إسرائيل الانسحاب من الأراضي اللبنانية ووقف هجماتها. وجاء ذلك بعد ما قالت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إن "لبنان ملتزم بهذه الخطوة وفق بنود القرار الأممي 1701، الذي ينص على نزع سلاح حزب الله على جميع الأراضي اللبنانية".

كما في 15 أبريل 2025 قال الرئيس عون لصحيفة العربي الجديد إنه يريد أن تكون عام 2025 عام نزع سلاح حزب الله، وإن أعضاء حزب الله يمكن التحاقهم بالجيش اللبناني إذا استوفوا الشروط. وأضاف عون أن هو ونبيه بري متفقان على أهمية حل سلاح حزب الله واحتكار السلاح بيد الدولة.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←