صبرة بن شيمان الأزدي ثم الزهراني ثم الحداني (20 ق هـ - 41 هـ / 602م - 662م): صحابي من الأشراف، رأس الأزد في أيامه. شهد الفتوحات العربية لتحرير العراق، وكان رأس شنوءة في الفتوح زمن عمر بن الخطاب، نزل هو وقومه البصرة، وكان لهم جامع،وهو الجامع الذي نزلته السيدة عائشة يوم الجمل.
وكان من الفصحاء البلغاء، مهابًا مسموع الكلمة من أشراف العرب. شهد فتوح بلاد فارس مع أبي موسى الأشعري، ثم شهد فتوح خراسان. وفي سنة 29 هـ ولاه عثمان بن عفان مدينة هراة، ففتح بعض البلاد من رساتيق هراة. وكان ابن شيمان عثمانيًا ممن طالب في دمه، وهو صاحب راية الميسرة في حرب الجمل، وقتل ابنه شيمان في هذه المعركة. ثم شهد مع علي بن أبي طالب وقعة صفين وحروبه، وكان من أمراء حرب صفين، وكان على راية أزد البصرة.
ولي بيت المال زمن ولاية عبد الله بن عباس على البصرة. وفي سنة 38 هـ، غزا ابن الحضرمي البصرة بأمر معاوية بن أبي سفيان، وكان على تصريف البصرة زياد بن أبيه من جهة علي، فنزل زياد بن أبيه إلى الأزد، وأجاره صبرة بن شيمان حتى وصل مدد علي بن أبي طالب من الكوفة، فحاصروا ابن الحضرمي وهو بدارٍ في تميم، ثم حرق عليه الدار. ولما آلت إلى معاوية بن أبي سفيان الخلافة، وفد صبرة على معاوية سنة 41 هـ، وكانت وفود نزار عنده، فتكلموا فأكثروا، فقام صبرة، فقال: «يا أمير المؤمنين، إنا حي فعال، ولسنا حي مقال، ونحن بأدنى فعالنا، عند أحسن مقالهم! فقال: صدقت».