شَيْخُ الْإِسْلَام هو لقب تشريفي أطلق على بعض العلماء البارزين في العلوم الشرعية، ممن توافرت فيهم مكانة علمية واجتماعية كبيرة. وقد اشتهر اللقب في المشرق الإسلامي، كما استُخدم في مناطق أخرى من العالم الإسلامي بدرجات متفاوتة.
بدأ ظهور لقب شيخ الإسلام بداية كشكلٍ من أشكال التكريم، بوممن لقبوا بذلك بهذا الاعتبار البخاري والأوزاعي وأحمد بن حنبل، تطوّر لقب «شيخ الإسلام» ليطلق إلى عالم حقق مكانة علمية واجتماعية كبيرة. أقدم استخدام بهذا الاعتبار ظهر في النصف الأول من القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي بين علماء خراسان، وأول من حمل لقب «شيخ الإسلام» هو الفقيه الشافعي أبو عثمان الصابوني (ت: 449 هـ)، تلاه الفقيه الحنبلي أبو إسماعيل الأنصاري (ت: 481 هـ)، الذي منحه الحنابلة في هرات (في أفغانستان حاليا)، يستنكر تاج الدين السبكي ذلك، ويذكر أن المجسمة في هراة قد ضاقت ذرعًا بتلقيب الصابوني بشيخ الإسلام، فبدأوا ينسبون لقبه زورًا إلى أبي إسماعيل الأنصاري.
كان ابن تيمية قد مُنح هذا اللقب من أنصاره، لكن خصومه اعترضوا على ذلك. من بينهم علاء الدين البخاري. غير أن ابن حجر العسقلاني والذي كان يعتقد بتوبة ابن تيمية مما كان عليه قبل مماته، دافع عن منح اللقب لابن تيمية، قائلاً: «مكانته كإمام وشيخ، تقي الدين ابن تيمية، أوضح من الشمس. ولقبه بشيخ الإسلام ما زلنا نسمعه من الأفواه الطاهرة إلى اليوم، وسيبقى متداولًا إلى الغد». كما أن ابن قيم الجوزية، وهو فقيه حنبلي وتلميذ ابن تيمية (وقد لُقّب هو الآخر بشيخ الإسلام من معاصريه)، دافع عن استعمال اللقب له. ويُعرف كلٌّ من ابن تيمية وابن القيم بمعارضتهما آراء غالبية علماء المذاهب الأربعة (الحنفي، الشافعي، المالكي، الحنبلي) في دمشق في عصرهما، وكذلك في عصور لاحقة.
بعض المؤلفين جمعوا الأعلام الذين لقبوا بهذا اللقب منها كتاب «البدر التمام فيمن سمي بشيخ الإسلام».
وللعلماء في كتبهم أعراف خاصة في إطلاق لقب شيخ الإسلام بدون قرينة، من ذلك إذا أطلق الحافظ ابن حجر العسقلاني فيقصد به سراج الدين البلقيني.