قنفذيات الجلد أو شوكيات الجلد، هي شعبة من اللافقاريات تعيش حصريًا في البيئات البحرية. يتميز جميع أفراد هذه الشعبة بأسلوب حياة حر بالقرب من الشواطئ، مع حركة بطيئة نسبيًا. يسهل تمييزها بفضل خصائصها الخارجية المميزة، وأبرزها الجلد المغطى بالأشواك، والذي يمنحها اسمها المميز.
تشمل هذه الشعبة: نجم البحر، النجميات الهشة، قنافذ البحر، دولارات الرمل، وخيار البحر، بالإضافة إلى زنابق البحر المعروفة أيضًا باسم الزنابق الحجرية. تمتلك هذه الكائنات تناظرًا جانبيًا في طور اليرقة، ولكنها تكتسب تناظرًا شعاعيًا خماسي الأشعة (Pentamerous Symmetry) عند البلوغ، مما يميزها عن غيرها من الكائنات البحرية. تعيش الشوكيات الجلدية في قاع المحيطات، بدءًا من المنطقة بين منطقة المد والجزر وصولًا إلى المنطقة السحيقة. تضم هذه الشعبة حوالي 7,600 نوع حي، مما يجعلها ثاني أكبر مجموعة من ثانويات الفم بعد شعبة الحبليات، وأكبر شعبة بحرية على الإطلاق. يعود ظهور أولى الشوكيات الجلدية المميزة إلى أوائل العصر الكمبري.
تلعب الشوكيات الجلدية دورًا مهمًا من الناحيتين البيئية والجيولوجية. بيئيًا، تُعد من أكثر الكائنات وفرةً في أعماق المحيطات وكذلك في البيئات البحرية الضحلة. تتميز معظم أنواع الشوكيات الجلدية بقدرتها على التكاثر اللاجنسي وتجديد الأنسجة والأعضاء والأطراف، وفي بعض الحالات، يمكنها إعادة بناء جسم كامل من طرف واحد فقط. في حين تكمن أهميتها جيولوجيًا في هيكلها الداخلي العظمي المتكلس، والذي يُعد مساهمًا رئيسيًا في تكوين العديد من التكوينات الحجرية الجيرية، كما يوفر أدلة قيمة حول البيئات الجيولوجية القديمة.
كانت الشوكيات الجلدية أكثر الكائنات استخدامًا في أبحاث التجديد الحيوي خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد بعض العلماء أن الانتشار الإشعاعي للشوكيات الجلدية كان له دور أساسي في الانقلاب البحري الميزوزي، وهو حدث تطوري كبير غيّر تركيبة النظام البيئي البحري خلال حقبة الميزوزوي.