الشم الاستيهامي، يُدعى أيضًا الهلوسة الشمية أو الرائحة الوهمية، هو شم رائحة غير موجودة بالفعل. يمكن حدوث هذه الحالة في أحد المنخرين أو كليهما. يُطلق على الرائحة الوهمية الكريهة اسم استكراه الرائحة، إذ تُعد أكثر أنواع الهلوسات الشمية شيوعًا وتتميز بشم رائحة شيء محترق، أو مثير للاشمئزاز، أو فاسد أو نتن. يُعتبر شم رائحة وهمية من حين لآخر إحدى الأمور الطبيعية، وعادةً ما تزول الرائحة من تلقاء نفسها مع مرور الوقت. على عكس ذلك، لا تزول الهلوسات الشمية من تلقاء نفسها، أو تستمر في الحدوث، ما قد يسبب الإزعاج ويؤثر على جودة حياة الفرد.
قد تنتج الهلوسات الشمية عن الحالات الطبية الشائعة مثل العدوى الأنفية، والسلائل الأنفية والمشاكل السنية. قد تحدث أيضًا نتيجة الحالات العصبية مثل الصداع النصفي، أو إصابات الرأس، أو السكتات الدماغية، أو مرض باركنسون، أو النوبات، أو أورام الدماغ. يمكن تطورها أيضًا كعرض لعدد من الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب، أو اضطراب ثنائي القطب، أو الاضطرابات الذهانية أو أعراض التسمم بالكحول والمخدرات أو الأعراض الانسحابية. قد تنتج الهلوسات الشمية في بعض الأحيان عن التعرض البيئي، مثل التدخين، أو التعرض لبعض أنواع الكيماويات (مثل المبيدات الحشرية أو المذيبات) أو العلاج الشعاعي لسرطانات الرأس والعنق.
يحدد الطبيب ما إذا كانت المشكلة ناشئة في حاسة الشم (نظام الشم) أو حاسة الذوق (نظام التذوق)، أو ما إذا كانت ناتجة عن اضطراب عصبي أو نفسي. يزول الشم الاستيهامي عادةً من تلقاء نفسه، لكن يحدث ذلك في بعض الحالات بشكل تدريجي على مدار سنوات عديدة. في حالات حدوثه كنتيجة لمرض (مثل التهاب الجيوب)، يزول الشم الاستيهامي مع زوال المرض. في حال استمرار المشكلة أو تشكيلها إزعاجًا شديدًا للمريض، قد يوصي الطبيب باستخدام قطرات الأنف الملحية، أو الأدوية المضادة للاكتئاب والمضادة للاختلاج، أو تخدير بعض أجزاء الأنف أو، في حالات نادرة للغاية، إجراءات جراحية لاستئصال الأعصاب والبصلات الشمية.