أبو عبد الله شُرَحْبِيلُ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ المُطاعِ بنِ عَبدِ اللهِ الغَوْثي المعروف بشُرَحْبِيل بن حَسَنة (49 ق هـ - 18 هـ / 574- 639 م) صحابي جليل من بني الغَوْث من أهل مكة، كان من السابقين للإسلام. أسلم قديمًا في مكة مع أُسرته. ثم هاجر إلى الحبشة وكان يُقال له ذُو الهِجرَتَينِ هجرة الحبشة وهجرة المدينة. وجَّهَه الخليفتان أبو بكر الصدِّيق وعمر بن الخطَّاب على رأس جيشٍ لفتح بلاد الشام فافتتح الأردن وبعض مُدن الشام الأُخرى. قال البلاذُرِي: «افتتح شُرَحبيل بن حسنة الأردن عَنوةً ما خلا طبرية، فإن أهلها صالحوه على أنصاف منازلهم وكنائسهم، ففتح شرحبيل جميع مُدن الأردن وحصونها ففتح بيسان، وفتح سوسية، وفتح أفيق، وفتح جرش، وفتح بيت رأس، وقدس، والجولان وغلب على جميع سواد الأردن وجميع أرضها، وفتح عكا وصور وصفورية».
ثم ولَّاه عمر بن الخطاب بعض أنحاء الشام حتى توفي هو وأبو عبيدة بن الجراح في يومٍ واحد في طاعون عمواس سنة 18 هـ وله سبع وستون عامًا، ودُفن فيها. قال الواقدي: «كان شُرَحبيل من أكابر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغزا معه غزَوات، وهو أحد الأُمَراء الذين عقد لهم أبو بكر الصدِّيق إلى الشام، ومات شُرَحبيل في طاعون عمواس بالشام سنة ثماني عشرة في خلافة عُمَر بن الخطاب وهو ابن سبع وستين سنة».