رحلة عميقة في عالم سيموناس دوكانتاس

سيموناس داكونتاس (28 أكتوبر 1793- 6 ديسمبر 1864) هو مؤرخ، وكاتب، وعالم بوصف الأجناس البشرية ليتواني/ساموغيتي. يعد أحد رواد النهضة الوطنية الليتوانية، يُنسب له كونه مؤلف أول كتاب عن تاريخ ليتوانيا باللغة الليتوانية. نُشر عدد قليل من أعماله خلال حياته وتوفي بشكل غامض. مع ذلك، أعيد اكتشاف أعماله خلال مراحل لاحقة من النهضة الوطنية. عكست آراءه الاتجاهات الرئيسية الثلاثة للقرن التاسع عشر وهي: الرومانسية والقومية والليبرالية.

ولد دوكانتاس في ساموغيتيا لعائلة ليتوانية. على الأرجح أنه ابن فلاحين أحرار، قدم لاحقًا دليلًا على ولادته من طبقة نبيلة كي يحصل على إجازة جامعية وترقية في عمله الحكومي. التحق بمدارس في كريتينغا وزيمايكيو كالفاريجا وكان معروفًا بأنه طالب ممتاز. درس دوكانتاس القانون في جامعة فيلنيوس، على الرغم من اهتمامه بفقه اللغة والتاريخ. عمل بعد تخرجه كموظف مدني في الإمبراطورية الروسية منذ عام 1825 حتى عام 1850. عمل في البداية في مكتب الحاكم العام لليفونيا، وأسيتونيا وكورلاند في ريغا، ثم انتقل إلى سانت بطرسبرغ ليعمل في مجلس الشيوخ الحاكم. أتيحت له في مجلس الشيوخ فرصة دراسة الميتريكا الليتواني، أرشيف الدولة من الوثائق القانونية لدوقية ليتوانيا الكبرى بين القرنين 14-18. في عام 1850، تقاعد دوكانتاس من عمله بسبب سوء صحته وعاد إلى ساموغوتيا حيث عاش في فارنياي تحت رعاية الأسقف موتيجيوس فالانسيوس لعدة سنوات. كان يأمل أن ينشر بعض أعماله بمساعدة الأسقف، لكن الأسقف أعطى الأولوية للأعمال الدينية وبدأ النزاع بينهما. في عام 1855، انتقل دوكانتاس إلى جونسفيرلوكا في لاتيفا الحالية ولاحقًا إلى بابيلي حيث توفي بشكل غامض في عام 1864.

رغم أن دوكانتاس كان يعرف سبع لغات، لكنه لم ينشر سوى باللغة الليتوانية. كان كاتبًا كثير الإنتاج وعمل على مجال واسع من الكتب- دراسات عن تاريخ ليتوانيا، ومنشورات عن المصادر التاريخية الأساسية، ومجموعات من الفلكلور الليتواني، والقواميس البولندية الليتوانية، وكتب مدرسية لاتينية لأطفال المدارس، وكتاب تمهيدي عن اللغة الليتوانية، وكتاب الصلوات الكاثوليكية، وكتيبات زراعية للفلاحين، وترجمات لنصوص رومانية كلاسيكية، ورواية للشباب مستوحاة من رواية روبنسون كروزو. من ناحية ثانية، نُشر عدد قليل فقط من هذه الأعمال خلال حياته. تمكن من نشر دراسة واحدة فقط من الدراسات الأربعة عن التاريخ حملت عنوان شخصية الليتوانيين القدماء، والهايلاندريين والساموغيتيين، في عام 1845. في حين أنه كان واسع المعرفة والقراءة يمضي وقتًا وجهدًا كبيرًا في إيجاد المصادر الأولية، فإن أعماله التاريخية تأثرت كثيرًا بالقومية الرومنسية، وتجسد الماضي بشكل مثالي. استخدم أوصافًا شعرية وعناصر خطابية، ولغة عاطفية جعلت أعماله التاريخية أقرب إلى العمل الأدبي. لا تُقيم سجلاته التاريخية بسبب محتواها العلمي، إنما لمساهمتها في تطوير الهوية الوطنية الليتوانية.

بعد إغلاق جامعة فيلنيوس في عام 1832، لم يكن لدى الليتوانيين مؤرخ مُدرب بشكل احترافي حتى عام 1904، وقد استخدم سجلات دوكانتاس التاريخية بشكل كبير. عرف دوكانتاس اللغة بأنها العامل المحدد للهوية وتحدث بوضوح عن المشاعر القومية المناهضة للبولنديين والتي أصبحت الأفكار الأساسية للنهضة الوطنية الليتوانية والتي استمر وجودها في التدوين الليتواني حتى القرن الحادي والعشرين.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←