سير العباد إلى المعاذ هو ديوان شعر للسنائي على هيئة مثنوي، يتناول قضايا أخلاقية. يعود تاريخ صدوره إلى عام 1131 م (525 هـ). يتناول السنائي في هذا الديوان خلق الإنسان والنفسيات والحكم من خلال المجاز. نُظم هذا الديوان على نفس إيقاع " حديقة الحقيقة"، ويبلغ طوله حوالي 800 بيت.
وقد ألف السنائي سير العباد إلى المعاذ في سرخس، بمحافظة خراسان الرضوية، في إيران، وانتهى منه بمدح شخص يدعى أبو المفخر سيف الدين محمد بن منصور، قاضي سرخس.
في الواقع، يُشير سير العباد إلى رحلة المتصوف في عوالم الفناء. يروي الشاعر خلالها قصة مرور الروح، مُرشدًا إياها بالعقل عبر مستويات وستائر عالم أفلاطونية مُحدثة. وتشبه الكوميديا الإلهية لدانتي هذا العمل في الأدب الأوروبي. وفي الأدب الجاهلي، يُصوّر نص كتاب رحلة أردافيراف موضوعًا خالدًا للرحلة الروحية إلى العالم الآخر.
في التحولات الثلاثة في حياة السنائي، كان سير العباد إلى المعاذ في المرحلة التي انتقل فيها حكيم سنائي من فترة شبابه الشعرية الصرفة إلى فترة التصوف. وقد حرّر هذا العمل وأعاد نشره محمد تقي مدرس الرضوي تحت اسم "مثنوي السنائي" في عام 1969 م بالتعاون مع مطبعة جامعة طهران.