سمير فريد جعجع (25 أكتوبر 1952) هو عسكري سابق وسياسي لبناني يشغل منصب رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية منذ 1986 خلفًا لإيلي حبيقة، ويعتبر أحد أبرز المشاركين في الحرب الأهلية اللبنانية.
ولد جعجع في عين الرمانة في بيروت. يلقّب بالحكيم، وذلك لدراسته الطب على الرغم من أنه لم يكملها في السنة السادسة نتيجة تعرّضه لإصابة خلال الحرب الأهلية. انضم إلى حزب الكتائب مبكرًا.
مع بداية الحرب الأهلية، انضم جعجع إلى مليشيا حزب الكتائب التي تعرف بالقوات اللبنانية، واتهم بتنفيذ الحادثة المعروفة باسم مجزرة إهدن، والتي أدّت إلى مقتل طوني فرنجية وعائلته. خلال السنوات اللاحقة، بات ضابطًا في القوات اللبنانية وقاد الكثير من العمليّات العسكرية ضد الجيش السوري والفصائل الفلسطينية والحزب التقدمي الاشتراكي.
بعد اغتيال الرئيس بشير الجميل، تولّى فادي إفرام قيادة الميليشيا، ولاكن بعد خلافاته مع عائلة الجميل، تنحى لصالح فؤاد أبو ناضر. بعد سنة فقط، ارتكب جعجع وإيلي حبيقة وكريم بقرادوني انقلاب بلا دماء عليه بهدف «إعادة القوات إلى طريقها الصحيح» والنتيجة منها عدة إلى انتخاب إيلي حبيقة رئيس للميليشيا. غير أنّ علاقة جعجع وحبيقة ما لبثت أن توتّرت خاصة بعد توقيع الأخير الاتّفاق الثلاثي مع وليد جنبلاط ونبيه بري، الأمر الذي عارضه جعجع إلى جانب العديد من الشخصيات المسيحية البارزة. كان ذلك بداية نزاع مسلح دموي بين الطرفين في بداية 1986،التي أدّة الى نفي حبيقة إلى زحلة و بالتالي تولّي جعجع قيادة القوات اللبنانية وسيطرتها على منطقة بيروت الشرقية، والتي سحاول حبيقة استعادتها بالقوة في ايلول هذه السنة دون جدوى.
مع نهاية ولايته الرئاسية، قام أمين الجميّل بتعيين حكومة عسكريّة مؤقّتة برئاسة قائد الجيش آنذاك ميشال عون، أخذت طابعًا مسيحيًا بعد استقالة جميع الوزراء المسلمين فيها، وقد نشأ خلاف بينها وبين الحكومة المدنية برئاسة سليم الحص التي حظيت بدعم المسلمين واليساريين. في البداية، قدّم جعجع دعمه للحكومة، إلّا أن اشتباكات مسلحة لاحقة حصلت بين القوات والجيش اللبناني، انتهت أخيرًا باجتماعه مع عون في بكركي وموافقته على تسليم المرافئ إلى الحكومة.
على الرغم من دعمه لحرب التحرير التي أعلنها عون ضد الجيش السوري، وافق جعجع على إتّفاق الطائف الذي وقّعه ممثلون عن الأطراف المتنازعة في لبنان في 24 أكتوبر 1989 لإنهاء الحرب الأهلية. عارض عون الاتّفاق، واعتبره خيانة وطنيّة بسبب عدم تناوله الانسحاب السوري من الأراضي اللبنانية. قاد ذلك إلى حرب طاحنة بين القوات اللبنانية وقوات الجيش التابعة لميشال عون عرفت بحرب الإلغاء.
بعد الحرب الأهلية، دخل جعجع في نزاع مع النظام السوري، أدّى إلى محاكمته في 1994 بأربع تهم اغتيال لسياسيين، أهمّها عملية اغتيالات رئيس الحكومة السابق رشيد كرامي في 1987 و داني شمعون و عائلته في 1990 بدون أدلة كافية. نفى جعجع جميع التّهم، لكنّه أدين بها وحكم عليه بالإعدام، وخفف لاحقًا إلى السجن مدى الحياة. قضى جعجع 11 سنة في زنزانة داخل مبنى وزارة الدفاع في يرزة.
بعد ثورة الأرز وانسحاب الجيش السوري من لبنان، منح مجلس النواب المنتخب حديثًا سمير جعجع عفوًا خاصًا خرج به من السجن في 18 يوليو 2005. منذ ذلك الحين، دخلت القوات اللبنانية البرلمان اللبناني وشاركت في عدّة حكومات، وقد ترشّح للانتخابات الرئاسية 2014، قبل أن يتبنّى ترشيح غريمه ميشال عون.