كانت اللوفتفافه أو السلاح الجوي الألماني ((بالإنجليزية: Luftwaffe)، تُلفظ بالألمانية: [ˈlʊftvafə] ( سماع)) فرع القوات الجوية ضمن الفيرماخت أو القوات المسلحة الألمانية، وذلك قبل وخلال الحرب العالمية الثانية. كانت ألمانيا تمتلك خلال الحرب العالمية الأولى ذراعين جويين عسكريين هما القوات الجوية الألمانية القيصرية التابعة للجيش الإمبراطوري، ووحدة الطيران البحري التابعة للبحرية الإمبراطورية. غير أن هذين الفرعين تم حلهما في مايو عام 1920 تنفيذًا لشروط معاهدة فرساي لعام 1919، والتي حظرت على ألمانيا امتلاك أي قوة جوية عسكرية.
خلال فترة ما بين الحربين العالميتين، تم تدريب الطيارين الألمان سرًّا في انتهاكٍ لمعاهدة فرساي في قاعدة ليبيتسك الجوية داخل الاتحاد السوفيتي. ومع صعود الحزب النازي وإعلان رفض معاهدة فرساي، تم الاعتراف علنًا بوجود سلاح الجو الألماني أو اللوفتفافه وتأسيسه رسميًا في 26 فبراير 1935، أي قبل أكثر من أسبوعين بقليل من التحدي العلني لمعاهدة فرساي عبر إعلان إعادة التسلح والتجنيد الإجباري في ألمانيا في 16 مارس. وقد شكّل فيلق الكندور، وهو وحدة تابعة للّوفتفافه أُرسلت لمساندة القوات القومية في الحرب الأهلية الإسبانية، ساحة اختبار قيّمة لتجربة تكتيكات وطائرات جديدة. وبفضل هذه الخبرة القتالية جزئيًا، أصبح سلاح الجو الألماني أحد أكثر القوى الجوية تطورًا من الناحية التقنية وخبرةً في المعارك عند اندلاع الحرب العالمية الثانية في سبتمبر 1939. وبحلول صيف عام 1939، كان اللوفتفافه يضم ثمانيةً وعشرين جناحًا (بالألمانية: Geschwader). كما شغّل اللوفتفافه قوة مظليين تُعرف باسم فالشيرميجر (بالألمانية: Fallschirmjäger).
كان لسلاح الجو الألماني دور حاسم في الانتصارات الألمانية على بولندا وأوروبا الغربية في عامي 1939 و1940. وعلى الرغم من أن اللوفتفافه ألحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية لسلاح الجو الملكي البريطاني خلال معركة بريطانيا، ودمّر العديد من المدن البريطانية خلال حملة القصف المعروفة باسم "البليتز"، إلا أنه فشل في إجبار البريطانيين على الاستسلام. ومنذ عام 1942، بدأت حملات القصف الجوي التي شنها الحلفاء تدمر تدريجيًا قوة المقاتلات التابعة للّوفتفافه. ومن أواخر عام 1942، بدأ اللوفتفافه باستخدام الفائض من قوات الدعم الأرضي وغيرها من الأفراد لتشكيل "فرق ميدانية" تابعة له تسمى فرق لوفتفافه الميدانية. وبالإضافة إلى مشاركته في الجبهة الغربية، نفذ اللوفتفافه عمليات جوية فوق الاتحاد السوفيتي وشمال إفريقيا وجنوب أوروبا. وعلى الرغم من لجوئه المتأخر إلى استخدام طائرات نفاثة متقدمة وطائرات صاروخية لتدمير قاذفات الحلفاء، إلا أن اللوفتفافه انهار أمام تفوق الحلفاء العددي وتطور تكتيكاتهم، فضلًا عن معاناته من نقص في الطيارين المدربين والوقود الجوي. وفي يناير 1945، وخلال المراحل الأخيرة من معركة الثغرة، قام اللوفتفافه بمحاولة يائسة أخيرة لكسب التفوق الجوي، لكنها باءت بالفشل. ومع الانخفاض السريع في إمدادات الوقود والنفط ومواد التشحيم بعد هذه الحملة، وبصفته جزءًا من القوات المسلحة الألمانية مجتمعة، فقد اللوفتفافه فعاليته كقوة قتالية.
بعد هزيمة ألمانيا النازية، تم حل سلاح الجو الألماني في عام 1946. وخلال الحرب العالمية الثانية، ادعى الطيارون الألمان تحقيق نحو 70.000 انتصار جوي، في حين تم تدمير أو إلحاق أضرار جسيمة بأكثر من 75.000 طائرة تابعة للّوفتفافه، منها ما يقارب 40.000 طائرة فُقدت بالكامل. وقد كان للّوفتفافه طوال فترة وجوده قائدان أعلى فقط: مارشال الرايخ هيرمان غورينغ، ولاحقًا المشير الميداني العام روبرت فون غريم خلال الأسبوعين الأخيرين من الحرب.
كان سلاح الجو الألماني متورطًا بشكل عميق في جرائم الحرب النازية. وبحلول نهاية الحرب، كانت نسبة كبيرة من إنتاج الطائرات تُصنّع في معسكرات الاعتقال، وهو قطاع صناعي اعتمد على عشرات الآلاف من العمال القسريين. وقد كان الطلب المتزايد للّوفتفافه على الأيدي العاملة أحد العوامل التي أسهمت في ترحيل وقتل مئات الآلاف من يهود المجر عام 1944. كما نفّذ اللوفتفافه غارات جوية متكررة على أهداف غير عسكرية، وتولت أوبركوماندو دير لوفتفافه أو القيادة العليا للقوات الجوية (بالألمانية: Oberkommando der Luftwaffe) تنظيم تجارب بشرية نازية، بينما ارتكبت القوات الأرضية التابعة له مجازر في إيطاليا واليونان وبولندا.