سكس بِستلس هي فرقة بانك روك بريطانية أُسِّسَت في لندن عام 1975، ورغم أن مسيرتها الأولى لم تتجاوز عامين ونصف، إلا أنها تركت تأثيرًا كبيرًا في ثقافة الموسيقى الشعبية. كانت من أوائل الفرق التي أطلقت حركة البانك في المملكة المتحدة، وألهمت أجيالًا من فرق البانك، وما بعد البانك، والروك البديل. كما ساهمت بشكل بارز في تشكيل المظهر العام لثقافة البانك من خلال أزيائها وتسريحات شعر أعضائها.
تألفت التشكيلة الأصلية من المغني جوني روتن (الاسم الحقيقي: جون ليدون)، وعازف الغيتار ستيف جونز، وعازف الطبول باول كوك، وعازف الباص غلين ماتلوك، الذي استُبدل لاحقًا بسيد فيشوس في أوائل عام 1977. أثارت الفرقة جدلًا واسعًا تحت إدارة مالكولم ماكلارين، خصوصًا بعد ظهورها التلفزيوني في ديسمبر 1976، حيث تلفّظ الأعضاء بكلمات نابية على الهواء مباشرة، ما لفت الأنظار إليها بشكل كبير. وزادت شهرتها بعد إصدارها أغنية "God Save the Queen" في مايو 1977 تزامنًا مع احتفالات اليوبيل الفضي للملكة إليزابيث الثانية والتي وصفت النظام الملكي بأنه "نظام فاشي". حُظرت الأغنية من قبل هيئة الإذاعة البريطانية وعدد كبير من المحطات الإذاعية، مما جعلها من أكثر الأعمال الموسيقية تعرضًا للرقابة في تاريخ البلاد.
أصدرت الفرقة ألبومها الوحيد "Never Mind the Bollocks, Here's the Sex Pistols" في عام 1977، والذي تصدر قائمة الألبومات في بريطانيا، ويُعد أحد الأعمدة الأساسية في تاريخ موسيقى البانك. وفي يناير 1978، أعلن روتن نهاية الفرقة على المسرح خلال آخر حفل في جولة مضطربة داخل الولايات المتحدة، نالت تغطية إعلامية كبيرة. بعدها، سجل الأعضاء الباقون موسيقى لفيلم ماكلارين "The Great Rock 'n' Roll Swindle"، الذي تناول قصة الفرقة. لكن مسيرة الفرقة شهدت مأساة بوفاة سيد فيشوس في فبراير 1979 نتيجة جرعة زائدة من الهيروين، بعد اعتقاله بتهمة قتل صديقته نانسي سبانجن.
عادت الفرقة للاجتماع مجددًا عام 1996 بجولة ناجحة ضمت روتن، جونز، كوك، وماتلوك، وأعقبها عدد من العروض والجولات القصيرة خلال السنوات التالية. وفي عام 2024، أعاد جونز وكوك وماتلوك إحياء الفرقة بمشاركة المغني فرانك كارتر، وقدموا سلسلة من الحفلات، مع الإعلان عن حفلات إضافية في عام 2025.
تُعد فرقة سكس بِستولس من أكثر الفرق تأثيرًا في تاريخ الموسيقى المعاصرة، وقد أدرجت في قاعة مشاهير الروك آند رول عام 2006، إلا أن أعضاءها محافظين على نهجهم التمردي، رفضوا حضور حفل التكريم، وعبّر جوني روتن عن رأيه بالمتحف قائلاً إنه "بقعة بول".