الشَّيْخُ الرَّئِيسُ الْأَمِيرُ مُحَيِّرُ الْبَيْضِ سَعْدُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غُرَيْرِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ سَعْدُونَ بْنِ رَبِيعَةَ آلِ حُمَيْدٍ الْخَالِدِيُّ (غير معروف – 1135هـ / غير معروف – 1723م) رابع أُمراء الإمارة الخالدية الأولى وشيخ قبيلة بني خالد، تولَّى حُكم الإمارة بعد مقتل ابن عمه ثنيان بن برَّاك آل حُميد سنة 1103هـ/1692م ضد إمارة المنتفق.
وَرثَ الأمير سعدون من الأمير ثنيان دولةً تضمُّ إقليم البحرين من قطر جنوبًا إلى الكويت شمالًا، وعُرِفَت الإمارة في عهد الأمير سعدون بالاستقرار الدَّاخلي والرَّخاء الحضاري والاتساع الجُغرافي، وكانت الإمارة في عصرها التأسيسي وساعدت سياسات سعدون آل حميد في انتقال الإمارة من مرحلتها التأسيسية إلى عصرها الذَّهبي الذي انتهى مع وفاة الأمير السابع لآل حُميد؛ عُريعر بن دُجين آل حُميد.
نتجت سياسة الأمير سعدون آل حميد في توسيع نفوذ الإمارة الخالدية الأولى داخل إقليم نجد وخصوصًا في شمالها لِتَصل إلى أطراف بادية الشَّام ومدينة حلب، ونتج من سياسته الاستقرار الدَّاخلي للإمارة في بلاد البحرين ونجد وأشار الرَّحَّالة ابن علوان الدمشقي إلى هذا الاستقرار في رحلته عندما زار المنطقة سنة 1120هـ/1708م.
عُرف الأمير سعدون باهتمامه بشؤون الدين الإسلامي وكان يُظهِرُ التَّسامح المَذهبي في بلاده حيث عيَّن قُضاةً من مختلف مذاهب أهل السنة والجماعة ومن الشيعة، وكان له وزيرٌ شيعيٌ يُقال له ناصر بن بهاء الخَطِّي، وكان يُتِمُّ الحَجّ حيث يذكر الكشَّافة الإنجليزي جون فيلبي أنَّ الأمير سعدون أدَّى مناسك الحج مع حُجَّاج الأحساء سنة 1130هـ/1718م؛ تُوفِّيَ الأمير سعدون في بلدةٍ يُقال لها الجندلية سنة 1135هـ/1723م.