لماذا يجب أن تتعلم عن سعادت علي خان الأول

بُرۡهَانُ المُلۡكِ مِيۡرُ مُحَمَّدۡ أَمِيۡن سَعَادَتُ عَلِيُّ خَانۡ بَهَادُرۡ جُنۡگ بۡنُ مُحَمَّدٍ نَصِيۡرَ المُوۡسَوِيُّ النَّيۡشاپُوۡرِيُّ (بالفارسيَّة: بُرهَانُ المُلْکِ مِیْر مُحَمَّد امِیْن سَعَادَت‌عَلِی‌خَان بَهَادُر جُنگ مُوسَوِی نَیشَابُورِی، وبالأرديَّة: بُرہَانُ المُلْکِ مِیْر مُحَمَّد امِیْن سَعَادَت عَلِی خَانْ بَهَادُر جُنْگ مُوسَوِی نَیْسابُورِی) (ق. 1090هـ - 9 ذو الحجَّة 1151هـ المُوافق فيه ق. 1680م - 19 آذار (مارس) 1739م) الشَّهير اختصارًا بـ«سعادت علي خان الأول» أو «برهان الملك» أو «مير محمد أمين»، هو من مُلُوك الهند ومؤسِّس دولة أوده التي حكمت في الديار الهنديَّة لما يُقارب مائة وثلاثين عامًا وشهدت ازدهارًا ثقافيًا ونهضةً حتَّى أضحت مهدًا للعلم والأدب والفُنُون إلى أن انقضى أجلها مع الاحتلال البريطاني للهند.

وُلد سعادت علي خان الأوَّل سنة ق. 1090هـ المُوافقة لِسنة ق. 1680م لِلقائد «مُحمَّد نصير النيشاپو‌ري» في الدولة الصفويَّة، اضطرت أُسرة سعادت خان للارتحال إلى الديار الهنديَّة عقب قرار الشَّاه الصفوي «سُلطان حُسين» بِإبعاد جماعةٍ من النُّبلاء. تولَّى سعادت علي خان في أول أمره عدَّة مناصب إداريَّة وعسكريَّة في دولة الهند المغوليَّة إلى أن جلس السُّلطان «مُعين الدين فرُّخسير» على تخت المُلك؛ فسار سعادت خان إلى العاصمة دلهي وعُيِّن قائدًا على أحد الأفواج السُلطانيَّة. وفي سنة 1131هـ المُوافقة لِسنة 1719م شارك في حملات عسكريَّة كُبرى ضد المُراثيين لِترسيخ أركان سلطنة آل بابُر في الديار الهنديَّة؛ فأثارت كفائتُه العسكريَّة وحُسن سيرته إعجاب أمير الأُمراء «حُسين علي خان برها» فكلَّفه بقيادة الجُند في راجستان. وفي هذه الفترة شهدت البلاد تمردًا قاده جماعة من الإقطاعيين وكان جُلُّهم من الراجپوت والزُّط إلَّا أن سعادت خان تمكَّن من إنهاء التمرُّد واستعادة النظام؛ ولقاء نجاحه تمَّت ترقيتُهُ لِيكون قائدًا رفيعًا في الجيش. ومع نهاية سنة 1719م شهدت السَّلطنة صراعًا مُستعرًا وحادًّا بين فصائل البلاط: «الأخوان السادة» و«الفصيل الطوراني»، وقد مال سعادت خان إلى جهة الطُّورانيين، وقيل أن هواهُ كان معهُم بِسبب غضبه من مقتل السُّلطان «مُعين الدين فرُّخسير» على يد الأخوين السَّادة. انتهى الصِّراع بِهزيمة الأخوين السَّادة ونصرٍ للقُوى المُعارضة، عندها عقد السُّلطان «ناصر الدين محمدشاه» مجلسًا كرَّم فيه سعادت علي خان والقادة الآخرين.

تدرَّج سعادت علي خان في الرُّتب والمناصب حتى كُلَّف بحُكم صوبة أغرة سنة 1132هـ المُوافقة لِسنة 1720م وقاد منها حملاتٍ عسكريَّة وهجماتٍ مُتكرِّرة لِإخماد نيران التَّمرُّدات والفتن التي أنهكت المُلُوك وأثقلت كاهل القادة والأُمراء، وقد تمَّ له النَّصر في أمره فَفتح حُصُون المُتمرِّدين وألحق بهم هزيمةً نكراء، وقد عُرِف بِألقاب عدَّة أبرزُها: «بُرهان المُلك» أو «بهادُر جُنگ» ومعناها بالفارسيَّة «شُجاع الحرب». بعدها توجهت أنظار سعادت علي خان صوب أوده التي كانت تحت هيمنة الشيخزاديَّة حتَّى دانت له مقادير المُلك فيها فأرسى أركان حُكمه وأعلن منها دولته التي عرفت بـ«دولة أوده» التي قُدِّر لها أن تكون إحدى أهمِّ الدُّول في شبه القارَّة الهنديَّة إذ تبلورت فيها ثقافةٌ فريدةٌ في ظلِّ حُكم سُلالة مُسلمة شيعيَّة جعلت من مُدُنها نموذجًا يُحتَذَى به في الرُّقي والعُمران ولعبت دورًا هامًا في تاريخ البلاد الهنديَّة. تُوفِّي المؤسِّس سعادت علي خان الأول في 9 ذو الحجَّة 1151هـ المُوافق فيه 19 آذار (مارس) 1739م، وعُرِف بُعيد وفاته بِلقب «خُلد أشيان» ومعناه «ساكن جنة الخُلد».

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←