سديم عين القط (بالإنجليزية: Cat's eye nebula) هو سديم كوكبي يتكون من نجم يحتضر ويقذف غازات وغبارًا. يمثل سديم عين القط مرحلة نهائية وجيزة ورائعة من حياة نجم شبيه بالشمس. يقذف هذا النجم على مراحل متسلسلة طبقات من الغاز المتوهج، وهو جذاب ويتألق في الفضاء النجمي على بعد 3300 سنة ضوئية من الأرض. ويشير التطابق المتناظر لحلقاته المضيئة اللامعة إلى حركة بدارية، التي قد تكون ناشئة عن نجم مزدوج وليست ناشئة عن نجم واحد مركزي. لا يزال ذلك محط دراسة العلماء.
سديم عين القط يسمى أيضًا (NGC 6543) طبقًا للفهرس العام الجديد. اكتشفه الفلكي الألماني فلهلم هرشل في 15 فبراير 1786 وكان أول سديم كوكبي يكتشف. وقد قام «وليام هيجنز» بعدها بنحو 80 عامًا (في عام 1864) بتعيين طيفه. وكان من الفلكيين الهواة.
يرجح أن النجم المركزي في هذا السديم قد أطلق هذا التشكيل الخارجي من غازات وغبار ومقذوفات عن طريق طرد طبقاته الخارجية في سلسلة من اضطرابات منتظمة استمرت نحو 1000 سنة. لكن تكَوُّن تلك الهياكل الجميلة والمعقدة ليس مفهومًا جيدًا حتى الآن. يبلغ اتساع هذه العين الكونية المرئية في هذه الصورة الحادة الواضحة من تلسكوب هابل الفضائي لأكثر من نصف سنة ضوئية. وتجرى حاليًا أرصاد لهذا السديم عبر كل نطاق الموجات الكهرومغناطيسية من نطاق الأشعة تحت الحمراء إلى نطاقالأشعة السينية. كل منها يبين أحد وجوه هذا السديم.
بالنظر إلى عين القط يكون الفلكيون وكأنهم يشاهدون مصير شمسنا، المتوجهة في مراحل عمرها نحو الدخول في مرحلة السديم الكوكبي من تطورها، حيث تصبح قرب النهاية عملاقا أحمرا من الغازات والغبار. يتوسطه في المركز ما تبقى من قلب الشمس من عناصر ثقيلة كالحديد والنيكل مكونة قزما أبيضا...في غضون حوالي 4 مليارات من السنين.
تظهر هذه الصورة الملونة بنية السديم الكوكبي: وهي سحب ضخمة من الغاز قذفها نجم ميت في انفجارات متتالية. وقد طرقت القذيفة المتطاولة للغاز المتوهج الناشئ عن انفجار حديث بغيمتين غازيتين قذفتا في انفجار أو انفجارات سابقة.