السد هو حاجز يوقف أو يقيد تدفق المياه السطحية أو الجداول الجوفية. والخزانات المائية التي أنشأتها السدود لا تمنع الفيضانات فحسب، بل توفر أيضًا المياه لأنشطة مثل الري والاستهلاك البشري والاستخدام الصناعي وتربية الأحياء المائية والملاحة. وغالبًا ما تُستخدم الطاقة المائية جنبًا إلى جنب مع السدود لتوليد الكهرباء. كما يمكن أيضًا استخدام السد لجمع المياه أو تخزينها، والتي يمكن توزيعها بالتساوي بين المواقع. وتخدم السدود عمومًا الغرض الأساسي المتمثل في الاحتفاظ بالمياه، في حين تُستخدم الهياكل الأخرى مثل بوابات الفيضان أو الحواجز المائية (المعروفة أيضًا باسم السدود) لإدارة أو منع تدفق المياه إلى مناطق معينة من الأرض.
يمكن إرجاع كلمة dam (سد) إلى اللغة الإنجليزية الوسطى، وقبل ذلك إلى اللغة الهولندية الوسطى، كما يظهر في أسماء العديد من المدن القديمة، مثل أمستردام وروتردام.
جرى بناء السدود القديمة في بلاد الرافدين والشرق الأوسط للتحكم في المياه. أقدم سد معروف هو سد جاوا في الأردن، ويعود تاريخه إلى 3000 قبل الميلاد. كما بنى المصريون السدود، مثل سد الكفرة للسيطرة على الفيضانات. وفي الهند المعاصرة كان لدى دولافيرا نظام معقد لإدارة المياه يضم 16 خزانًا وسدًا. وكان سد مأرب الكبير في اليمن أعجوبة هندسية، والذي بني بين عامي 1750 و1700 قبل الميلاد، وسد إفلاتون بينار الحيثي الذي كان معبد الربيع في تركيا، ويعود تاريخه إلى القرنين الخامس عشر والثالث عشر قبل الميلاد. ويعد سد كالاناي في جنوب الهند، الذي جرى بناؤه في القرن الثاني الميلادي، واحدًا من أقدم هياكل تنظيم المياه التي ما تزال قيد الاستخدام.
بنى المهندسون الرومان السدود بتقنيات ومواد متقدمة، مثل الملاط والخرسانة الرومانية، ما سمح ببناء هياكل أكبر. وقد أدخلوا السدود الخزانية، والسد الثقلي العقدي، والسدود العقدية، والسدود الداعمة، والسدود الداعمة المتعددة الأقواس. وفي إيران جرى استخدام سدود الجسور لتوليد الطاقة المائية وآليات جمع المياه.
خلال العصور الوسطى جرى بناء السدود في هولندا لتنظيم مستويات المياه ومنع تسرب البحر. في القرن التاسع عشر بُنيت سدود عقدية واسعة النطاق حول الإمبراطورية البريطانية، مما يمثل تقدمًا في تقنيات هندسة السدود. ثم بدأ عصر السدود الكبيرة ببناء سد أسوان المنخفض في مصر عام 1902. وجرى بناء سد هوفر، وهو سد ثقلي عقدي خرساني ضخم، بين عامي 1931 و1936 على نهر كولورادو. وبحلول عام 1997 كان هناك ما يقدر بنحو 800 ألف سد في جميع أنحاء العالم، منها نحو 40 ألف سد يزيد ارتفاعها عن 15 مترًا.