برنامج تطوير نظام الإطلاق القابل لإعادة الاستخدام لشركة سبيس إكس (بالإنجليزية: SpaceX reusable launch system development program)، وهو برنامج بتمويل خاص يهدف إلى تطوير مجموعة من التقنيات الجديدة لنظام إطلاق مداري يمكن إعادة استخدامه عدة مرات بطريقة مشابهة لقابلية إعادة استخدام المركبات الجوية. بدأت شركة سبيس إكس في تطوير هذه التقنيات عبر سنوات عديدة لتسهل وتسرع من إمكانية إعادة استخدام مركبات الإطلاق للفضاء. تشمل الأهداف طويلة الأمد لهذا المشروع على العودة بالمرحلة الأولى من مركبة الإطلاق إلى موقع الإطلاق بعد دقائق من إطلاق المركبة، والعودة بالمرحلة الثانية إلى منصة الإطلاق بعد محاذاة المركبة مداريًا مع موقع الإطلاق ثم دخول الغلاف الجوي في مدة أقصاها 24 ساعةً. ويعتبر الهدف طويل الأمد لشركة سبيس إكس هو تصميم مرحلتي مركبة الإطلاق المداري بشكل يسمح بإعادة استخدامهما بعد بضع ساعات من العودة.
أُعلن عن المشروع للجمهور في عام 2011. حققت شركة سبيس إكس أول عملية هبوط ناجحة وأول عملية استعادة للمرحلة الأولى في ديسمبر عام 2015. وكانت أول إعادة استخدام للمرحلة الأولى التي هبطت بنجاح، في شهر مارس عام 2017، واستُخدمت للمرة الثانية في يونيو نفس العام، بعد مرور خمسة أشهر من الرحلة الأولى للمعزز الصاروخي. وكانت المحاولة الثالثة في شهر أكتوبر لنفس العام في مهمة إس إي إس-11/إيكو ستار 105. أصبحت الرحلات الثانية للمراحل الأولى المُرممة أمرًا عاديًا بعد ذلك، مع وجود العديد من المعززات الصاروخية التي تستخدم حتى أربع مرات بحلول شهر يناير عام 2020.
طُورت تقنية نظام الإطلاق القابل لإعادة الاستخدام واستُخدمت لأول مرة في المرحلة الأولى من الصاروخ فالكون 9. ينقلب المعزز الصاروخي حول نفسه، بعد انفصال المرحلة، ويمكن أن تُشغل المحركات في إجراء اختياري لعكس مسار المعزز، ثم تُشغل المحركات مرةً أخرى أثناء دخول الغلاف الجوي للتحكم في اتجاه المعزز ليصل إلى موقع الهبوط، وتُشغل المحركات مرةً أخيرةً أثناء الهبوط للإبطاء النهائي من سرعة المعزز على ارتفاع منخفض حتى يلامس منصة الهبوط.
أرادت شركة سبيس إكس أن تطور، منذ عام 2014 على الأقل، التقنيات التي ستمكنها من مد عتاد الطيران الفضائي القابل لإعادة الاستخدام ليتضمن المراحل الثانية، وكان هذا تحديًا هندسيًا صعبًا بسبب حركة المركبة بسرعات مدارية. كان إعادة استخدام المرحلة الثانية أمرًا أساسيًا في خطط إيلون ماسك حتى يتمكن من إقامة مستعمرة المريخ. تخلت شركة سبيس إكس عن التصورات المبدئية لجعل المرحلة الثانية من الصاروخ فالكون 9 قابلة لإعادة الاستخدام.
وبحلول عام 2020، تطور شركة سبيس إكس مركبة ستارشيب، وهي مركبة قابلة لإعادة الاستخدام بشكل كامل ومكونة من مرحلتين، ومُصممة بغرض دعم بعثات القمر والمريخ، ولتحل أخيرًا محل الصاروخين فالكون 9 وفالكون الثقيل في مهمات إطلاق الأقمار الاصطناعية ونقل البشر للفضاء. وعلاوةً على ذلك، يمكن أن تستخدم هذه المركبة في النقل السريع بين نقطتين على سطح كوكب الأرض.