زهر البستان في دولة بني زيان هو كتاب تاريخ مجهول المؤلف، مكتوب باللغة العربية، ويعود إلى القرن 14 الميلادي (القرن 7 الهجري). يوثق هذا الكتاب فترة حكم الدولة الزيانية (ممكلة تلمسان) في المغرب الأوسط مع تركيز خاص على فترة حكم السلطان الزياني أبي حمو موسى الثاني، وعلاقته مع دول المغرب والأندلس. يتألف الكتاب من ثلاثة أسفار (أجزاء)، لكن السفر الثاني فقط هو الموجود، بينما لا يزال السفر الأول والثالث في حكم المفقود حتى الآن. النسخة الوحيدة المتوفرة من مخطوط السفر الثاني محفوظة في مكتبة جون رايلندز في مانشستر بإنجلترا. ويعود تاريخ نسخها إلى عام 1819م (1235هـ).
أول من روج لهذا المخطوط هو الباحث الجزائري المختص في التاريخ الاسلامي محمود آغا بوعياد وذلك خلال عام 1973م، عبر مقال نشره في مجلة الثقافة. وقد حُقِّق نص هذا المخطوط بعدها ثلاث مرات. يُعتقد أن مؤلف هذا الكتاب كان مؤرخًا في بلاط السلطان، قبل تعيين يحيى بن خلدون. ويقدّر بوعياد أن السفر الثاني من هذا الكتب أُلف بين 764هـ و769هـ (1362م-1368م).
يُعد هذا الكتاب، إلى جانب كتب أخرى مثل «بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد» ليحيى بن خلدون، و«كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر» لأخيه عبد الرحمن بن خلدون، و«نظم الدر والعقيان في بيان شرف بني زيان» للحافظ التنسي، أحد المصادر الأساسية التي أرخت للدولة الزيانية ومنطقة المغرب الأوسط في تلك الفترة. يتميز الجزء الثاني بتوثيقه لأحداث سياسية واجتماعية وثقافية عديدة، اضافة إلى تدوين الأعمال الأدبية كالشعر و النثر. لكن ورغم أهميته، فإن الكتاب يعاني من بعض العيوب، متمثلة في التمجيد المبالغ فيه للسلطان أبي حمو موسى الثاني. ومع ذلك، يظل هذا العمل مرجعًا فريدًا لفهم تاريخ الدولة الزيانية وعلاقاتها مع الدول المجاورة في تلك الفترة.