الزِّنْك عنصرٌ كيميائي، رمزه Zn، عدده الذرّي 30، من عناصر المستوى الفرعي d، في رأس عناصر المجموعة الثانيةَ عشْرة في الجدول الدوري. وهو، في الظروف القياسية من الضغط ودرجة الحرارة، فلز هش نسبياً، سهل التأكسد، فإذا زالت طبقة الأكسيد السطحية بدا رماديًّا برَّاقًا. وهو كيميائياً من الفلزات الانتقالية، إلا أنه يتميز بحالة خاصة: أن مدار المستوى الفرعي d فيه ممتلئ؛ ففي خواصه الكيميائية شبه من عناصر الفلزات القلوية الترابية، وخصوصًا المغنِسيوم؛ فكلاهما له حالة الأكسدة الوحيدة +2، ولتقارب الحجم الذري. ويستخرج الزنك بالتعويم الزَّبَدي للخامة، ثُم بالتحميص، ثم بالاستخلاص النهائي والتنقية بالأسلوب الكهرَبي.
وهو في المرتبة الرابعة والعشرين وفرةً في الطبيعية في القشرة الأرضية؛ وله خمسة نظائرَ مستقرة. وأشهر خامات الزنك هو معدِن كِبريتيد الزِنك (الإسفالِريت)، وهو واسع الانتشار في قارات أستراليا، وآسيا، وأمريكا الشَّمالية. وللزنك أهمية كبيرة حيويًّا؛ فهو من العناصر الشحيحة الأساسية للإنسان ولكثير من الكائنات الحية؛ فله وظيفة مهمة في عمل الإنزيمات؛ فينبغي أن يكون في الغذاء تجنبًا لحالات نقص الزنك المرتبطة باضطرابات جسدية.
عرفت سبيكة النحاس الأصفر (أو الصُّفْرُ) المؤلفة من النحاس والزنك منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد، وتوجد شواهد أثرية في عدد من مناطق العالم، وخاصة في المنطقة العربية، على الاستخدام المكثف للنحاس الأصفر في الحياة اليومية منذ القدم. استخدام العلماء العرب والمسلمون الزنك في تجاربهم؛ كما عزل في الهند في القرن الرابع عشر، إلا أن عزل الشكل الفلزي النقي في أوروبا ينسب إلى أندرياس سيغيسموند مارغراف سنة 1746. ساهمت تجارب لويجي غلفاني وألساندرو فولتا في توسيع المعارف المتعلقة بالخواص الكيميائية الكهربائية للزنك. تعد عملية غلفنة الحديد لحمايته من التآكل كبرى تطبيقات الزنك، بالإضافة إلى استخدامه في مجال صناعة البطاريات والسبائك.