زراعة النسج النباتية أو زراعة الأعضاء النباتية، أو زراعة الخلايا النباتية، هي عملية استنساخ خلايا أو أنسجة أو أعضاء من النبات الأم وتكثيرها في أوساط غذائية، وذلك تحت بيئة معقمة ومُتحكم بها، وهدف الزراعة النسيجية هو إنتاج كمية كبيرة من النباتات المماثلة جينياً لنبات المصدر وفي فترة قصيرة مقارنة مع إنتاج الطرق الزراعية الاعتيادية، وقد انتشرت هذه التقنية في السنوات الاخيرة لعدة أسباب وهي تخزين الجينات النباتية التي لا تنتج بذور أو التي من الصعب تخزين بذورها، وإنتاج فسائل نباتية بسرعة لغرض إشباع السوق التجاري، التربية والتعديل الوراثي لبعض المحاصيل المهمة، تكثير النسيج الجذري أو السيقان المتحورة في صناديق خاصة تسمى "Bioreactor"؛ لغرض استخلاص مواد أيضية مهمة في المجال الغذائي أو الطبي، وقد اتفق على مسمى حديث لهذا العلم وهو (الإكثار الدقيق/ Micropropagation).
تعطي مشروعات المجين النباتي آمالاً واسعة باستعمال الجينات المكتشفة حديثاً في التقنية الحيوية، ويسهل تطور زراعة النسج هذا الأمر، والحصول على جين قيم للزراعة هو البداية، وهنالك طرق متعددة لإدخال الجينات إلى النباتات للحصول على نبات أو نسيج معدل جينياً، ويمكن إعادة إنتاج النبات كاملاً باستعمال زراعة النسج، وعملية الاستنساخ في النبات أسهل بكثير من الحيوان.
إن كثير من الخلايا النباتية الجسمية (ليست تناسلية) شاملة الوسع totipotent بحيث تعبر عن أجزاء من الجينات التي لم تعبر عنها سابقاً وتتطور بالتالي إلى نبات كامل ضمن ظروف مناسبة، كما أن النجاح في زراعة خلايا ونسج وأعضاء النبات يتطلب المادة الأولية النباتية المناسبة، والوسط التغذوي المناسب، والجدولة الزمنية للمعالجات الهرمونية للوصول إلى إمكانية عظمى للنمو وتوجيه التمايز، ومعظم زراعات النسج النباتية تبدأ من مزدرعات explants أو أقسام صغيرة من الأنسجة أزيلت من نبات كامل ضمن ظروف عقيمة، وبعد وضعها في وسط نمو عقيم يحوي مغذيات وفيتامينات وتركيبة من منظمات نمو النبات، تقوم الخلايا النباتية بالانقسام والانتشار تحت ظروف مناسبة، كما يمكن لخلايا النبات أن تتضاعف لتشكل عضواً (جذور، أغصان، أجنة، برموديرا الورقة، وغيرها)، ويمكن حتى إعادة إنشاء النبات كاملاً، وخطوة إنشاء النبات الكامل من خلايا نباتية مزروعة نسيجياً تمثل خطوة هامة في إنتاج النباتات المحورة وراثياً.
فباستعمال زراعة النسج يمكن تعديل المورثات على مستوى خلايا مفردة ضمن المزرعة الخلوية ومن ثم يمكن إنتاج نبات كامل يحمل السلالة الجينية الجديدة، ويمكن استعمال الخلايا النباتية المزدرعة للإنتاج الواسع لنباتات متطابقة وراثياً (مستنسخات)، التي تملك خلال مهمة قابلة للتوريث، فمثلاً يستخدم هذا الأسلوب للإنتاج التجاري لكثير من نباتات الزينة كالسراخس والأقحوان، ويمكن إنتاج أنواع مختلفة من المزارع الخلوية بحسب نوع النسيج النباتي المستخدم كمادة مزدرعة، وحسب تركيب وسط الزراعة.