زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى بن نهيان آل نهيان (6 مايو 1918 – 2 نوفمبر 2004) هو أول رئيسٍ لدولة الإمارات العربية المتحدة، وأحد أبرز القادة العرب في القرن العشرين. كان له دورٌ كبيرٌ في توحيد الدولة مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وتحقق لهم ذلك في 2 ديسمبر 1971 بتأسيس أول فدراليّةٍ عربيّةٍ حديثةٍ.
وُلد في مدينة العين ونشأ في بيئة صحراوية بسيطة أكسبته صفات الصبر والاعتماد على النفس، تلقى تعليمه الأولي في الكتاتيب حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم. تولى حكم منطقة العين عام 1946، وعمل على تطويرها بإنشاء المدارس وحفر الأفلاج وتوفير الخدمات الأساسية، مما عزز مكانته كقائد محلي بارز.
في 6 أغسطس 1966 تولى حكم إمارة أبوظبي خلفًا لشقيقه الشيخ شخبوط، وبدأ مرحلة جديدة من النهضة مع بدء تصدير النفط، فوجه عائداته نحو بناء البنية التحتية وتطوير التعليم والصحة والإسكان، كما انتهج سياسة الباب المفتوح التي قربته من المواطنين. استطاع في عهده خلق ولاء للكيان الاتحادي عوضاً عن الولاء للقبيلة أو الإمارة وترسيخ مفهوم الحقوق والواجبات لدى المواطن. وفي الثاني من ديسمبر 1971 تحقق مشروع الاتحاد الذي جمع الإمارات السبع تحت راية دولة الإمارات العربية المتحدة، وانتُخب الشيخ زايد أول رئيس لها، وظل في منصبه حتى وفاته. وقد عُرف بجهوده في تعزيز الكيان الاتحادي وترسيخ الهوية الوطنية الجامعة.
امتد دوره إلى الساحة العربية والدولية، حيث ساهم في تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981، ولعب أدوارًا بارزة في الوساطة لحل النزاعات بين عدد من الدول العربية، ساعد أيضاً كوسيط سلام بين سلطنة عمان وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (جنوب اليمن) أثناء النزاعات الحدودية في عام 1980 وأيضاً نجحت وساطته في التوصل إلى حل لخلاف بين مصر وليبيا. كما عُرف بمبادراته الإنسانية، إذ خصص مليارات الدولارات لدعم عشرات الدول النامية، وأولى عناية خاصة بالمشروعات البيئية والتنموية.
توفي الشيخ زايد في 2 نوفمبر 2004 ودُفن في مسجد الشيخ زايد الكبير بأبوظبي، وخلفه في الحكم ابنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. ويُعد الشيخ زايد حتى اليوم رمزًا وطنيًا مؤسسًا وواحدًا من أبرز القادة الذين تركوا أثرًا عميقًا في التاريخ العربي الحديث.