رواية الدكتاتور (بالإسبانية: Novela del dictador) هي أحد أشكال الأدب الروائي في أمريكا اللاتينية، التي تركز على إبراز صورة الشخصيات الدكتاتورية في المجتمع الأمريكي اللاتيني. وعبر استخدام أسلوب الكاودييسمو أو شخصية الرجل السياسي القائد، فإن هذه الروايات تبحث عن العلاقة بين السلطة والدكتاتورية والكتابة. وعادة ما تكون رواية الدكتاتور رمزًا لدور الكاتب في المجتمع الأمريكي اللاتيني. وعلى الرغم من أنها ترتبط في أغلبها بالبوم الأمريكي اللاتيني في فترة الستينات والسبعينات، إلا أنها انطلقت بداية من رواية فاكوندو، الرواية الرائدة لهذا النوع، عام 1845 للكاتب الأرجنتيني دومينغو فاوستينو سارمينتو، التي بدأت عملية النقد غير المباشر لنظام الطاغية خوان مانويل دي روساس، في الفترة من عام 1835 حتى عام 1852، إضافة إلى شخصية القائد الآخر فاكوندو كيروجا. وتُمثل فاكوندو جنبًا إلى جنب كل من أماليا والمسلخ الثلاثية الروائية الموجهة ضد روساس. ولا يهدف هذا النوع الأدبي إلى التركيز على شخصيات تاريخية دكتاتورية بعينها، بل دراسة طبيعة القيادة وشخصياتها القيادية بشكل عام.
وحتى يُصنف أي عمل روائي إلى رواية الدكتاتور، فإن الحبكة يجب أن تتطرق إلى موضوعات سياسية تاريخية ودراسة نقدية للطبيعة السلطوية للدكتاتور مع بعض الانعكاسات للمفهوم ذاته. وبالرغم من ذلك، فإن هناك بعض روايات الدكتاتور التي ركزت على شخصية تاريخية بعينها، وإن كانت بشكل غير مباشر وتحت غطاء الخيال والإبداع، متجاهلة الشق الاقتصادي والسياسي للحكم، كما هو الحال في الكتب التاريخية. وتتضمن رواية الدكتاتور بعض الأعمال الأخرى مثل رواية أنا الأعلى عام 1974 لأوجستو روا باستوس، التي تدور حول شخصية ونزاعات الدكتاتور والسياسي خوسيه جاسبر رودريجيث دي فرانثيا، الذي حكم باراغواي فيما بين عامي 1814 و1840؛ وحفلة التيس عام 2000 لماريو بارجاس يوسا عن دكتاتور جمهورية الدومينيكان رافائيل تروخيو، الذي تولى الحكم من عام 1930 حتى اغتياله عام 1961. وعلى وجه آخر، كان هناك بعض الكتاب الذين يبتدعون شخصيات دكتاتورية خيالية للوصول للغاية ذاتها، كما في رواية أسباب الدولة عام 1974 لأليخو كاربنتيير، التي تتناول شخصية دكتاتور تمتزج بصفات شخصيات دكتاتورية أخرى سابقة. وكان لرواية الدكتاتور أثرًا كبيرًا على تطور الأدب الأمريكي اللاتيني، حيث رفض العديد من الروائيين اِتباع الأسلوب السردي القصصي التقليدي، وطوروا أساليب السرد بحيث تذوب الفروق بين القارئ والراوي والشخصيات والقصة. كما عبر الكتاب عن دورهم كحماة للفكر والحكمة في المجتمع عن طريق تحليلهم للأدوار القيادية في هذه الروايات. وعلى خلفية ذلك، قرر الرواة تقييم دورهم الاجتماعي بوصفهم ناشري الحكمة الأبوية، مثلما يتحدوا نظام القائد السائد في رواياتهم الدكتاتورية.