رفيق بهاء الدين الحريري (1 نوفمبر 1944 – 14 فبراير 2005)، هو رجل أعمال وسياسي لبناني، شغل منصب رئيس وزراء لبنان من أكتوبر 1992 حتى ديسمبر 1998، ومن أكتوبر 2000 حتى أكتوبر 2004، قبل اغتياله في عام 2005.
ترأس الحريري خمس حكومات خلال فترة ولايته، ونُسب إليه الفضل الكبير في دوره في صياغة اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 عامًا. كما لعب دورًا بارزًا في إعادة إعمار العاصمة اللبنانية بيروت. وكان أول رئيس وزراء للبنان بعد الحرب الأهلية وأكثر السياسيين اللبنانيين تأثيرًا وثراءً حتى اغتياله.
عُرف الحريري بأعماله الخيرية الواسعة، أبرزها تقديم منح دراسية جامعية لأكثر من 36,000 شاب وشابة من مختلف الطوائف اللبنانية على مدار 20 عامًا. كما قدم مساعدات سخية لضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان، ودعم دور الأيتام والعجزة، وساهم في إنقاذ جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية من الديون. كان مثالًا للعصامية، إذ بنى ثروته بجهوده الشخصية ولم يرث المال أو السلطة، ليصبح واحدًا من أغنياء العالم.
خلال فترة الحريري الأولى كرئيس للوزراء، تصاعدت التوترات بين إسرائيل ولبنان، لا سيما بعد مجزرة قانا. وفي عام 2000، عندما عاد إلى رئاسة الوزراء للمرة الثانية، كان أبرز إنجازاته خلال تلك الفترة هو انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، منهيةً بذلك احتلالًا استمر 18 عامًا. في الوقت ذاته، شهدت علاقاته مع الرئيس السوري السابق بشار الأسد تطورًا.
اغتيل الحريري في 14 فبراير 2005 بواسطة تفجير انتحاري بشاحنة مفخخة في بيروت. اتهم أربعة أعضاء من حزب الله بتنفيذ عملية الاغتيال، وحوكموا غيابيًا من قبل المحكمة الخاصة بلبنان. ومع ذلك، ربط البعض عملية الاغتيال بالنظام السوري. وأسفرت التحقيقات التي استمرت 15 عامًا عن إدانة عدة أفراد من حزب الله بالمشاركة في الاغتيال، وكان الوحيد المتبقي على قيد الحياة هو سليم عياش أحد العناصر البارزين في الحزب.
أدى اغتيال الحريري إلى تغييرات سياسية كبيرة في لبنان. كانت الاحتجاجات الجماهيرية التي عُرفت بـ"ثورة الأرز" سببًا في انسحاب القوات السورية وأجهزة الأمن من لبنان، وإحداث تغيير في الحكومة.
في إحدى المراحل، كان الحريري ضمن قائمة أغنى 100 رجل في العالم، كما كان رابع أغنى سياسي عالميًا، وهو يحمل الجنسيتين اللبنانية والسعودية.