حقائق ورؤى حول رسالة في الرد على ابن تيمية في مسألة حوادث لا أول لها

رسالة في الرد على ابن تيمية في مسألة حوادث لا أول لها هو كتاب يحتوي على رسالة دونها عالم من علماء القرن الثامن الهجري وهو الإمام «بهاء الدين الإخميمي» رد فيها على ابن تيمية بسبب قوله بحوادث لا أول لها لم تزل مع الله، أي لم يتقدم الله جنس الحوادث، وإنما تقدم أفراده المعينة أي أن كل فرد من أفراد الحوادث بعينه حادث مخلوق، وأما جنس الحوادث فهو أزلي كما أن الله أزلي، أي لم يسبقه الله تعالى بالوجود. وهو قول مفض إلى اعتقادات خطيرة: «كالقِدَم النوعي، وكون الله موجباً بالذات لا فاعلاً بالاختيار، مما يلزم عنه كون الله مجبوراً على خلق الحوادث». قال الشيخ عبد الله الهرري في كتابه (المقالات السنية في كشف ضلالات أحمد بن تيمية): «وهذه المسألة من أبشع المسائل الاعتقادية التي خرج بها - يعني ابن تيمية - عن صحيح العقل وصريح النقل وإجماع المسلمين، وقد ذكر هذه العقيدة في سبعة من كتبه: موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول، ومنهاج السنة النبوية، وكتاب شرح حديث النزول، وكتاب شرح حديث عمران بن حصين، وكتاب نقد مراتب الإجماع، ومجموعة تفسير من ست سور، وكتابه الفتاوى، وكل هذه الكتب مطبوعة». ثم أورد بعض النصوص من كلام ابن تيمية إلى أن قال: «فهذا من عجائب ابن تيمية الدالة على سخافة عقله قوله بقِدَم العالم ــ (أي أن العالم قديم أزلي لا أول له وأنه غير مخلوق) ــ القدم النوعي مع حدوث كل فرد معين من أفراد العالم. قال الكوثري في تعليقه على السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل ما نصه: "وأين قدم النوع مع حدوث أفراده؟ وهذا لا يصدر إلا ممن به مس، بخلاف المستقبل، وقال أبو يعلى الحنبلي في «المعتمد»: والحوادث لها أول ابتدأت منه خلافا للملحدة. اهـ. وهو من أئمة الناظم ـ يعني ابن القيم ـ فيكون هو وشيخه من الملاحدة على رأي أبي يعلى هذا فيكونان أسوَأ حالا منه في الزيغ، ونسأل الله السلامة". اهـ. وقال - أي ابن تيمية – في منهاج السنة النبوية ما نصه: «فإن قلتم لنا: فقد قلتم بقيام الحوادث بالرب، قلنا لكم: نعم، وهذا قولنا الذي دلّ عليه الشرع والعقل...».

ورغم أن الإمام الإخميمي قد سلك في رده الأسلوب العلمي المؤدب إلا أنه لقي نقداً شديداً وتعصباً من بعض أتباع ابن تيمية بسبب رده عليه في هذه المسألة ضمن كتابه «المنقذ من الزلل» والذي احتوى على هذه الرسالة. وقد كتب الإمام الإخميمي رسالته هذه رداً على أحد أولئك الأتباع، وذلك بالتماس من بعض أهل الخير من أصحابه. وتكمن أهمية هذه الرسالة -فضلاً عن إيضاحها لجوانب من عقائد ابن تيمية- في أنها صورة حية لما كان يحدث آنذاك من نزاعات بسبب آرائه. وقد اعتنى سعيد عبد اللطيف فودة بهذه الرسالة فقام بتحقيقها وشرحها والتعليق عليها بتعليقات تمهد لفهمها، واعتنى أيضا بالتقديم للرسالة بترجمة وافية للمؤلف ولرسالته.

قال الأستاذ سعيد فودة: «وليس نقد الإمام الإخميمي لبعض عقائد ابن تيمية بدعاً من القول، بل لقد رد على ابن تيمية في عقيدته من معاصريه كثيرون، كشيخ الإسلام تقي الدين السبكي - شيخ المصنف، والعلامة أبي حيان الأندلسي، والإمام الكمال ابن الزملكاني، والحافظ العلائي، والفقيه الشهاب ابن جهبل، والإمام البارع أبي العباس السروجي الحنفي، والشيخ الإمام، كمال الدين الريشي، وغيرهم. هذا فضلاً عمن جاء بعده من العلماء».

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←