رذاذ البحر هو مجموع الجسيمات الدقيقة التي تنتشر في الهواء نتيجة تفكك فقاعات الماء على سطح البحر، خاصة في المناطق المضطربة مثل قمم الأمواج، أو بفعل الرياح العاتية. تُصنَّف هذه الجسيمات على أنها "هباءات جوية بحرية"، وتحتوي على مزيج من الأملاح غير العضوية (مثل كلوريد الصوديوم) والمركبات العضوية التي تنشأ من الكائنات الحية البحرية الدقيقة.
يُعد الرذاذ البحري عنصرًا حيويًا في التفاعل بين المحيط والغلاف الجوي، إذ يسهم في نقل الرطوبة والحرارة، ويلعب دورًا في تكوين نوى تكاثف السحب، مما يؤثر على أنماط الطقس والمناخ، بما في ذلك شدة العواصف المدارية. كما يُساهم في إزالة بعض الملوّثات الجوية، ويؤثر على كيمياء الغلاف الجوي، لا سيما في البيئات الساحلية.
علاوة على ذلك، يمتد تأثير الرذاذ البحري إلى النظم البيئية الساحلية، حيث يمكن أن يغيّر من تركيب التربة ويؤثر على نمو النباتات، فضلًا عن مساهمته في تسريع تآكل المواد والإنشاءات في المناطق الساحلية.