شملت ردود الأفعال المباشرة على كتاب أصل الأنواع، الذي وصف فيه تشارلز داروين التطور بالاصطفاء الطبيعي، جدالًا عالميًا، مع أن احتدام الجدال كان أقل منه على أعمال سابقة مثل آثار التاريخ الطبيعي للخلق. راقب داروين الجدال عن كثب، مشجعًا ثوماس هنري هكسلي في نزالاته الفكرية ضد ريتشارد أوين لإنهاء الهيمنة الكنسية على المؤسسة العلمية. وفي حين أبعد المرض داروين عن المناظرات العلنية، فقد قرأ بنهم عنها وحشد الداعمين له عن طريق المراسلات.
كانت الآراء الدينية مختلطة، إذ وقفت المؤسسة العلمية لكنيسة إنجلترا ضد الكتاب، في حين دعم المسيحيون الليبراليون بقوة اصطفاء تشارلز داروين الطبيعي بوصفه أداةً لتصميم الإله. سرعان ما تحول الجدل الديني بنشر المقالات والمراجعات والجدال عن النقد الأعلى.
حدثت أشهر المواجهات في العلن في مناظرة أوكسفورد عن التطور عام 1860 خلال اجتماع للاتحاد البريطاني لتقدم العلم، عندما جادل أسقف أوكسفورد صامويل ويلبرفورس ضد تفسير داروين. في المناظرة الأصلية، احتج جوزيف هوكر بشدة لصالح التطور الدارويني. بلغ دعم ثوماس هكسلي للتطور من الشدة ما جعل الإعلام والعامة يكنونه «كلب داروين». أصبح هكسلي أشد المدافعين عن نظرية التطور في المرحلة الفيكتورية. شعر كل من الطرفين بأنهما منتصران في الجدال، ولكن هكسلي رأى أن الحوار محوري في الصراع بين الدين والعلم واستخدم مصطلح الداروينية لعقد الحملات ضد سلطة رجال الدين في التعليم، بالإضافة إلى الترويج بجرأة لمفهوم «أصل الإنسان قرد».