الرحلات الفضائية المأهولة (وتُعرف أيضًا باسم الرحلات الفضائية المأهولة بالبشر أو الرحلات الفضائية المزوّدة بطاقم)، هي رحلات فضائية يكون على متن المركبة الفضائية طاقم بشري أو ركّاب، وغالبًا ما تُدار هذه المركبات مباشرة من قِبل الطاقم الموجود على متنها. كما يمكن تشغيل المركبات الفضائية عن بُعد من محطات أرضية على كوكب الأرض، أو بشكل ذاتي دون تدخل بشري مباشر. ويُطلق على الأشخاص المدربين على السفر إلى الفضاء اسم روّاد الفضاء (في الولايات المتحدة وغيرها)، أو روّاد الفضاء الروس (كوزمونات)، أو روّاد الفضاء الصينيين (تايكونات)، أما غير المتخصصين فيُشار إليهم بمصطلح مشاركي الرحلات الفضائية أو مسافري الفضاء.
أول إنسان سافر إلى الفضاء هو رائد الفضاء السوفيتي يوري غاغارين، الذي انطلق ضمن برنامج "فوستوك" التابع للاتحاد السوفيتي في 12 أبريل 1961، وهو الحدث الذي شكّل بداية سباق الفضاء. وبعد ذلك، في 5 مايو 1961، أصبح آلان شيبرد أول أمريكي يذهب إلى الفضاء ضمن برنامج ميركوري. وقد سافر البشر إلى القمر تسع مرات بين عامي 1968 و1972 ضمن برنامج أبولو الأمريكي، كما حافظ البشر على وجود دائم في الفضاء منذ أكثر من 24 عامًا و207 أيام عبر محطة الفضاء الدولية. وفي 15 أكتوبر 2003، أصبح يانغ ليوي أول رائد فضاء صيني ينطلق إلى الفضاء ضمن مهمة شنتشو 5، وهي أول رحلة فضائية مأهولة للصين.
وحتى مارس 2025، لم يسافر البشر إلى ما بعد المدار الأرضي المنخفض منذ مهمة أبولو 17 في ديسمبر 1972.
في الوقت الحالي، تُعد الولايات المتحدة وروسيا والصين الدول الوحيدة التي تمتلك برامج حكومية أو تجارية قادرة على تنفيذ رحلات فضائية مأهولة. كما تعمل شركات فضاء خاصة على تطوير برامجها الخاصة بالرحلات البشرية، سواء لأغراض السياحة الفضائية أو الأبحاث التجارية في الفضاء. وقد كانت أول رحلة فضاء بشرية خاصة رحلة شبه مدارية على متن مركبة SpaceShipOne في 21 يونيو 2004، في حين كانت أول رحلة تجارية مأهولة إلى المدار بواسطة شركة سبيس إكس في مايو 2020، حيث نقلت رواد فضاء من وكالة ناسا إلى محطة الفضاء الدولية بموجب عقد مع الحكومة الأمريكية.