الربوبية المسيحية هي وجهة نظر في فلسفة الدين تتفرع من المسيحية. تُشير الربوبية المسيحية إلى الشخص الربوبي الذي يؤمن بتعاليم المسيح الأخلاقية ولكن ليس بربوبيته. حدد كتاب كوربيت وكوربيت عام 1999 جون آدامز وتوماس جيفرسون كأمثلة على المسيحيين الربوبيين.
يعود أول استخدام عُثر عليه في المطبوعات باللغة الإنجليزية إلى عام 1738 في كتاب لتوماس مورغان وظهر هذا المصطلح عشر مرات بحلول عام 1800. عُثر على مصطلح الربوبية المسيحية باكرًا بحلول عام 1722 في كتاب دانييل واترلاند الدفاع المسيحي ضد الخيانة (أطلق عليها وصف سوء استخدام اللغة)، واعتمده ماثيو تيندال في كتابه الصادر عام 1730 «المسيحية قديمة بقدم الخلق».
تأثرت الربوبية المسيحية بالمسيحية بالإضافة إلى الشكلين الأساسيين للربوبية الكلاسيكية والحديثة. في عام 1698 نشر الكاتب الإنجليزي ماثيو تيندال (1653-1733) كتيبًا بعنوان حرية الطباعة بصفته مسيحيًا ربوبيًا. اعتقد ماثيو أن على الدولة السيطرة على الكنيسة من حيث التواصل العام.
تعتمد وجهة النظر هذه التعاليم الأخلاقية وغير الخرافية للمسيح، بينما تُنكر أن المسيح كان ربًا. عمد العلماء الدارسون للآباء المؤسسين للولايات المتحدة إلى تصنيف دين الآباء المؤسسين في ثلاث مجموعات: الربوبية اللامسيحية والربوبية المسيحية والمسيحية الأرثوذكسية. تأثر كل من جون لوك وجون تيلوتسون بشكل خاص بالربوبية المسيحية خلال كتاباتهم المتعاقبة. لعل أشهر شخص حمل لقب الربوبي المسيحي هو توماس جيفرسون الذي امتدح إله الطبيعة في إعلان الاستقلال عام 1776 وحرر إنجيل جيفرسون؛ وهو إنجيل فيه كل الإشارات إلى الرؤى والتدخلات المُعجزة ولكن باقتطاع الصفة الربوبية.
في رسالة عام 1803 إلى جوزيف بريستلي، صرّح جيفرسون أنه تخيل فكرة كتابة رؤيته للنظام المسيحي في محادثة مع بنجامين راش خلال الفترة بين عامي 1798-1799. اقترح البداية بمراجعة الاخلاق التي كتبها الفلاسفة القدماء والانتقال إلى الربوبية وأخلاقيات اليهود والانتهاء بمبادئ الربوبية الصرفة التي وضعها المسيح وإسقاط سؤال ربوبيته وحتى تأثيره.
لا يرَ الربوبيون المسيحيون أي معضلة باعتماد القيم والمثاليات التي اعتنقها المسيح دون الإيمان أنه كان إلهًا. دون توفير أمثلة واستشهادات، قال أحد المؤلفين: «ادعى عدد من المفكرين المؤثرين في القرنين السابع والثامن عشر لنفسهم لقب ربوبيين مسيحيين لأنهم قبلوا كلًا من الدين المسيحي المرتكز على الوحي والدين الربوبي المرتكز على شخص طبيعي. كان الدين الربوبي متسق مع المسيحية ولكن مستقلًا عن أي سلطة للوحي. يتقبل الربوبيون المسيحيون غالبًا الوحي لأنه يمكن جعله يتناغم مع الدين الطبيعي أو العقلاني».