إن كلمة رباط وجمعها رُّبُط: تعني الحصن أو المكان الذي يرابط فيه الجيش.
أي أن الرباط هو الحصن الذي يقيم فيه المقاتلين الذين يدافعون عن الثغور، المواجهة للعدو، للذود عن ديار المسلمين. إن هذه التسمية مقتبسة من القرآن الكريم وذلك في قوله: {وأعدُّوا لهم مَّا اسْتَطعتُم من قُوَّة ومن رِّبَاط الخَيْل}. وقوله تعالى: { يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اصبْرُوا وَصَابرُوا وَرَابطُوا واتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. لقد كانت الرُّبُط إضافة لدورها في التصدي لمواجهة المعتدين، فهي كانت أيضاً المنطلق لنشر العقيدة الإسلامية من عبادة وأخلاق ومعاملات. ونتيجة مكوث المرابطين فيها مدة طويلة، تطورت الرُّبُط فغدت مدارس علمية تدرس علوم الدين من فقه وحديث وتفسير، إضافة للعديد من العلوم الأخرى. وكانت الحياة فيها تقوم على أساس من التعاون الجماعي بين أفراد هذه الرُّبُط. والرباط والمرابطة ملازمة ثغر العدو، وأصله ان يربط كل واحد من الفريقين خيله، ثم صار لزوم الثغر رباطاً. والرباط في الأصل الإقامة على جهاد العدو.