بدأت ولاية كالفن كوليدج بصفته الرئيس الثلاثين للولايات المتحدة بتاريخ 2 أغسطس عام 1923، عندما أصبح رئيسًا بعد وفاة سلفه، وانتهت هذه الولاية في 4 مارس عام 1929. شغل كوليدج، وهو جمهوري من ماساتشوستس، منصب نائب الرئيس لمدة عامين و151 يومًا، عندما تولى الرئاسة بعد وفاة وارين جي هاردينغ المفاجئة. انتخب كوليدج لولاية كاملة مدتها أربع سنوات في عام 1924، واكتسب سمعة بأنه تحرري محافظ. خلف كوليدج وزير التجارة السابق هربرت هوفر بعد الانتخابات الرئاسية في عام 1928.
تعامل كوليدج ببراعة مع ما حدث في أعقاب عدة فضائح لإدارة هاردينغ، وبحلول نهاية عام 1924 كان قد أقال معظم المسؤولين المتورطين في هذه الفضائح. ترأس اقتصادًا قويًا وسعى إلى تقليص الدور التنظيمي الذي تلعبه الحكومة الفيدرالية. نجح كوليدج إلى جانب وزير الخزانة أندرو ميلون، في سن ثلاثة تخفيضات ضريبية كبرى. عمل كوليدج باستخدام السلطات المفوضة له بموجب قانون فوردني-ماكومبر للرسوم الجمركية في عام 1922، على الإبقاء على أسعار الرسوم الجمركية مرتفعة من أجل حماية التصنيع الأمريكي. منع تمرير مشروع قانون إغاثة ماكناري-هاوغن الزراعي الذي كان من شأنه أن يورط الحكومة الفيدرالية في الأزمة الزراعية المستمرة التي أثرت على الكثير من المجتمعات الريفية. اجتمع الاقتصاد القوي مع ضبط الإنفاق الحكومي لإنتاج فوائض حكومية ثابتة، وتراجع إجمالي الدين الفيدرالي بمقدار الربع أثناء رئاسة كوليدج. وقع كوليدج أيضًا على قانون الهجرة لعام 1924، الذي قيد بشكل كبير الهجرة إلى الولايات المتحدة. في السياسة الخارجية، استمر كوليدج في إبقاء الولايات المتحدة خارج عصبة الأمم، ولكنه انخرط في العمل مع الزعماء الأجانب ورعى ميثاق كيلوج برييان لعام 1928.
حظي كوليدج بإعجاب كبير خلال فترة وجوده في المنصب، وفاجأ الكثيرين برفضه السعي لولاية أخرى. غضب الرأي العام من كوليدج بعد فترة قصيرة من مغادرته لمنصبه حيث سقطت الدولة في الكساد الكبير. ربط العديدون انهيار الأمة الاقتصادي بقرارات كوليدج السياسية، والتي لم تفعل شيئًا لتثبيط المضاربات المالية المضطربة التي كانت جارية وجعلت الكثيرين عرضة للدمار الاقتصادي. رغم أن سمعته شهدت نهضة خلال إدارة رونالد ريغان، فإن التقييمات الحديثة لرئاسة كوليدج منقسمة. كان يتم تملقه من قبل المدافعين عن الحكومة الصغيرة ومبدأ عدم التدخل؛ أما مؤيدو الحكومة المركزية النشطة كانوا أقل رضا عنه، في حين يمدح الجانبين دعمه للمساواة العرقية.