ذو الجوشن شرحبيل بن الأعور بن عمرو بن معاوية بن كلاب الضّبابي (نحو 40 ق هـ - 50 هـ / 585 - 670م): صحابي، رئيس قومه، ومن زعماء بنو عامر بن صعصعة. لقى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة سنة 2 هـ وأهدى له فرسه الْقَرْحَاءِ وهو يومئذ مشرك، فابی الرسول أن يقبله، وأهداه النبي مقابل ذلك تمر عجوة. ولما كان فتح مكة قدم ذو الجوشن مسلما على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك قال محمد بن سعد البغدادي: «قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الحصين بن المعلى بن ربيعة بن عقيل، وذو الجوشن الضبابي، فأسلما».ثم وفد مرة أخرى على رأس قومه بنو الضباب في سنة 9 هـ، قال اليعقوبي: «وقدمت عليه وفود العرب، و لكل قبيلة رئيس يتقدمهم. فقدمت...الضباب ورئيسها ذو الجوشن».وكان ذو الجوشن شاعرا محسنا، وفارساً مقاتلا، قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: «إنه من خير فرسان بني عامر».
ولما كانت فتوح العراق، شارك فيها أيام دولة أبي بكر الصديق، وكان مع خالد بن الوليد عندما قدم الحيرة.وذكره محمد بن سعد البغدادي فيمن نزل الكوفة من الصحابة،وهو والي جرجان آخر خلافة عثمان بن عفان. توفى ذو الجوشن في الكوفة وهو ابن بضع وثمانين سنة، وأدركه ابن أبي السفر،وأبو إسحاق السبيعي وحدثا عنه،وقال أبو إسحاق: «ذو الجوشن اسمه شرحبيل، وإنما سمي ذو الجوشن من أجل أن صدره کان ناتئا».
وفي الجاهلية شهد ذو الجوشن يوم فيف الريح سنة 610م الموافق 13 قبل الهجرة النبوية وهو عام المبعث النبوي، وله شعر يومها في رثاء أخيه الصّميل بن الأعور، الذي قتلته خثعم في موضع يقال له: كود أثال. وكان لذو الجوشن ضرية، وهو مورد للمياه مشهور في الجاهلية.وهو والد شمر بن ذي الجوشن من أصحاب علي بن أبي طالب وقاتل معه في حروبه،وهو الذي شهد قتل الحسين بن علي. وله عقب في الأندلس، واشتهر منهم حفيده الصميل بن حاتم بن شمر بن ذي الجوشن.