دَيفيد وليام دونالد كاميرون (بالإنجليزية: David William Donald Cameron) (مواليد 9 أكتوبر 1966 في مرليبون)،؛ سياسي بريطاني ينتمي إلى حزب المحافظين كان يشغل منصب وزير الخارجية في حكومة ريشي سوناك منذ 13 نوفمبر 2023 وحتى 5 يوليو 2024. شغل سابقًا منصب رئيس وزراء المملكة المتحدة من 2010 إلى 2016، وتزعم حزبه من 2005 إلى 2016، وتزعم المعارضة من 2005 إلى 2010 بينما كان نائبا في البرلمان عن ويتني من 2001 إلى 2016. يُعرف بأنه من محافظي الأمة الواحدة ومرتبط بالسياسات الليبرالية الاقتصادية والليبرالية الاجتماعية.
ولد كاميرون في لندن لعائلة من الطبقة المتوسطة العليا، وتلقى تعليمه في مدرسة هيذرداون ، ثم كلية إيتون، قبل أن يلتحق بكلية براسينوز في أكسفورد . من عام 1988 إلى عام 1993 عمل في قسم أبحاث حزب المحافظين، ليعمل لاحقا في مساعدة رئيس الوزراء جون ميجر، قبل أن يترك السياسة للعمل في شركة كارلتون للاتصالات في عام 1994. بعد أن أصبح نائبا في البرلمان في عام 2001 خدم في حكومة الظل المعارضة تحت قيادة زعيم المحافظين مايكل هاورد. خلف هاورد بعد فوزه في انتخابات قيادة حزب المحافظين 2005. سعى كاميرون إلى تقديم الحزب بصورة جديدة متبنيا موقفًا ليبراليًا اجتماعيًا بشكل متزايد لزيادة عدد النواب المحافظين من الإناث والأقليات العرقية.
بعد الانتخابات العامة 2010 أدت المفاوضات إلى أن يصبح كاميرون رئيسًا لحكومة ائتلافية مع الديمقراطيين الليبراليين. تأثرت رئاسته للحكومة بامتدادات الأزمة المالية العالمية. اشتمل ذلك على عجز كبير في الموازنة المالية الحكومية سعت حكومته إلى خفضه من خلال إجراءات التقشف. أقرت إدارته قانون الرعاية الصحية والاجتماعية وقانون إصلاح الرعاية الاجتماعية، الذي أدخل تغييرات واسعة النطاق على الرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية. كما فرضت سياسات أكثر صرامة للهجرة،[4] وأدخلت إصلاحات على التعليم وأشرفت على أولمبياد لندن 2012. قامت إدارة كاميرون أيضا بخصخصة البريد الملكي وبعض أصول الدولة الأخرى.
على الصعيد الدولي تدخلت حكومته عسكريًا في الحرب الأهلية الليبية الأولى وسمحت بقصف تنظيم الدولة. على الصعيد المحلي أشرفت حكومته على استفتاء نظام التصويت البرلماني واستفتاء استقلال اسكتلندا، وأتت كلا النتيجتين حسب رغبة كاميرون. عندما حصل المحافظون على أغلبية غير متوقعة في الانتخابات العامة عام 2015 استمر في رئاية الوزراء وقاد هذه المرة حكومة من المحافظين . إيفاءا بوعد قطعه خلال خطاب بلومبيرغ عام 2013، طرح كاميرون استفتاء على استمرار عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي في عام 2016. وأيد حملة بريطانيا أقوى في أوروبا لبقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي. بعد نجاح التصويت بالمغادرة استقال كاميرون من منصب رئيس الوزراء وخلفته وزيرة الداخلية تيريزا ماي في انتخابات قيادة حزب المحافظين لعام 2016.
بعد مغادرته رئاسة الوزراء شغل كاميرون منصب رئيس مركز أبحاث مرض الزهايمر في المملكة المتحدة من عام 2017 إلى عام 2023. خلال التعديل الوزاري في نوفمبر 2023 عينه رئيس الوزراء ريشي سوناك وزيرًا للخارجية. كاميرون هو أول رئيس وزراء سابق يخدم في منصب وزاري منذ أليك دوغلاس هيوم في عام 1970.
أُشيد بكاميرون لتحديثه حزب المحافظين وخفض العجز الوطني في المملكة المتحدة. إلا أنه تعرض لانتقادات بسبب قراره إجراء الاستفتاء على عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، مما أدى إلى فترة من عدم الاستقرار السياسي في أواخر عام 2010.