ديفيد ستيرلينغ (بالإنجليزية: David Stirling) (15 سبتمبر 1915 - 4 نوفمبر 1990)، هو مؤسس القوة الجوية الخاصة البريطانية، التي يمكن القول إنها كانت من أكثر وحدات القوات الخاصة، احتراماً وتقديراً في العالم. وقد طوّر ستيرلينغ أسلوبا ثورياً جديداً للعمليات العسكرية. فكانت وحدات ستيرلينغ العسكرية، خلال الحرب العالمية الثانية، خاصة في الفترة ما بين 1941 – 1942، من أشد وحدات الحلفاء تأثيراً ضد الألمان، في الصحراء الغربية (مصر)، التي أُوكل إليها تنفيذ مهمات تخريبية جريئة خلف خطوط الأعداء.
وقد وصفت الصحف الألمانية ـ وكذلك البريطانية ـ شخصية ستيرلينغ المُحيّرة «بالرائد الشبح»، وهي السمعة التي اكتسبها فيما بعد، بسبب محاولاته المتعددة للهرب من معسكرات الأسرى، خاصة من معسكر اعتقال كولديتس بألمانيا.
أخرجت الحرب من ستيرلينغ، أفضل ما لديه، فرخصت له القيام بالمبادرات الشخصية والسلوك الطائش، الذي لا يمكن التسامح عنه، في أوقات السلم. قال عنه الجنرال مونتجمري، أحد كبار الضباط الذين كان يعمل تحت قيادتهم في مصر: «كان الصبي ستيرلينغ مجنونًا تماماً، تماما، مجنوناً تماماً، ولكنْ في الحرب، هناك ـ دائماً ـ مكان للمجانين». وقد وصفه ونستون تشرشل، قائد القوات البريطانية في الحرب، قائلا: «كان أرق الناس أخلاقاً، لم يغرق سفينة ولم يقطع عنقاً».
كانت شخصية ستيرلينغ يشوبها الغموض، حيث جمع بين السحر وسرعة البديهة والذكاء الإستراتيجي، إضافة إلى مقاومته الفطرية للسلطة. كان رجلاً عملياً، دائماً مستعد للمغامرة التالية، ولكنه كان يعاني، أحياناً، الاكتئاب والصداع النصفي، نتيجة الإفراط في العمل. وقد فشل العديد من مشروعاته، في وقت السلم.