فك شفرة دونالد ترمب

دونالد جون ترمب (بالإنجليزية: Donald John Trump) (وُلد في 14 يونيو/حزيران 1946)، هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ورجل أعمال أمريكي، شغل منصب رئيس الولايات المتحدة الخامس والأربعين من 2017 حتى 2021، ويشغل حاليًا منصب الرئيس السابع والأربعين منذ يناير/كانون الثاني 2025 بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية 2024. ينتمي إلى الحزب الجمهوري ويُعد واحدًا من أكثر الشخصيات إثارةً للجدل في الساحة السياسية الأمريكية، حيث اشتهر بمواقفه الشعبوية والحمائية والانعزالية والقومية التي أثّرت في السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة.

وُلد ترمب في حي كوينز بمدينة نيويورك، وهو الابن الخامس لوالديه فريد ومرغريت ترمب. تخرج في عام 1968 من جامعة بنسلفانيا حاملاً درجة بكالوريوس في الاقتصاد. في عام 1971، تولى إدارة أعمال العائلة في مجال العقارات، وأعاد تسميتها إلى «منظمة ترمب» مع التركيز على بناء وتجديد ناطحات السحاب والفنادق والكازينوهات، بالإضافة إلى تطوير ملاعب الجولف. رغم نجاحه في بداية مسيرته، تعرضت العديد من مشاريعه للفشل المالي في التسعينيات، مما دفعه إلى التوسع في ترخيص اسمه التجاري.

كان لظهوره الإعلامي دور كبير في تعزيز شهرته، حيث قدّم برنامج «ذا أبرينتس» الشهير من 2004 إلى 2015، وهو برنامج واقعي يعتمد على منافسات تجارية. على الرغم من تقديمه نفسه كمحترف في إدارة الأعمال، إلا أن مسيرته التجارية تضمنت العديد من القضايا القانونية، بما في ذلك ست حالات إفلاس.

دخل ترمب الساحة السياسية لأول مرة في عام 2000 حين ترشح للانتخابات الرئاسية عن حزب الإصلاح الأمريكي، لكن لم يحقق النجاح المطلوب، فانسحب في وقت لاحق. في عام 2015، أعلن عن ترشحه للرئاسة من الحزب الجمهوري، ليخوض الانتخابات في 2016 ضد هيلاري كلينتون. رغم خسارته في التصويت الشعبي، فاز بالانتخابات بفضل نتائج المجمع الانتخابي ليصبح الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، وأول رئيس أمريكي دون خلفية عسكرية أو سياسية.

أثبت تحقيق المستشار الخاص لعامي 2017-2019 بقيادة روبرت مولر أن روسيا تدخلت في انتخابات عام 2016 لصالح حملة ترمب، لكن لم يكن أعضاء حملة ترمب قد تآمروا أو نسقوا أنشطة التدخل الروسية في الانتخابات. أثارت انتخابه وسياساته احتجاجات عديدة وأدت إلى نشوء حركة سياسية وعبادة للشخصية. أدلى ترمب بالعديد من التصريحات الكاذبة والمضللة خلال حملته الانتخابية ورئاسته إلى درجة غير مسبوقة في السياسة الأمريكية وروج لنظريات المؤامرة. ووصفت العديد من تعليقاته وأفعاله بأنها مشحونة عنصريًا والعديد منها كانت كراهية للنساء.

خلال فترة رئاسته، اتخذ ترمب مجموعة من القرارات المثيرة للجدل التي أثرت على السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة. أبرز تلك القرارات كان حظر السفر على مواطني دول ذات أغلبية مسلمة، ومحاولات بناء جدار على الحدود مع المكسيك، وكذلك سياسة الفصل العائلي للمهاجرين. كما وقع قانون التخفيضات الضريبية لعام 2017 الذي خفض الضرائب على الأفراد والشركات، وألغى التأمين الصحي الإجباري في قانون «أوباماكير». وعيّن أكثر من 200 قاضٍ اتحادي، بما في ذلك ثلاثة قضاة في المحكمة العليا.

أما على صعيد السياسة الخارجية، تبنى ترمب سياسة «أميركا أولًا»، حيث انسحب من العديد من الاتفاقيات الدولية خلال ولايته الأولى، أبرزها اتفاقية باريس للمناخ، والاتفاق النووي الإيراني، والمفاوضات التجارية لاتفاق الشراكة العابرة للمحيط الهادئ. كما بدأ حربًا تجارية مع الصين وفرض رسومًا جمركية على الواردات الصينية، وهو ما أدى إلى توتر العلاقات التجارية بين البلدين. وخلال ولايته الأولى، التقى ثلاث مرات مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، إلَّا أن المحادثات بشأن نزع السلاح النووي الكوري الشمالي لم تُحرز أي تقدم كبير. واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل في خطوة مثيرة للجدل، ما أدى إلى اندلاع أعمال عنف في الأراضي الفلسطينية وبعض الدول العربية.

خسر ترمب أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن في انتخابات 2020، إلا أنه رفض الاعتراف بالهزيمة وادعى حدوث تزوير واسع النطاق. تصاعدت الأزمة بعد اقتحام أنصاره لمبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، مما أدى إلى مقتل عدة أشخاص وتعطيل عملية التصديق على نتائج الانتخابات. نتيجة لذلك، عزله مجلس النواب مرتين، لكن مجلس الشيوخ برءه في كلتا المرتين.

خلال هذه الفترة، استمرت التحقيقات القانونية في قضايا تتعلق بتعامله مع الوثائق السرية، وتورطه في محاولة قلب نتائج انتخابات 2020، فضلاً عن قضايا جنائية ومدنية تتعلق بالاحتيال المالي والتحرش الجنسي. في 2024، أُدين بتهمة تزوير سجلات الأعمال المتعلقة بدفع أموال للممثلة ستورمي دانييلز، ليصبح بذلك أول رئيس أمريكي يُدان في قضية جنائية. واجه ترمب المزيد من التهم الجنائية المتعلقة بادعاءات سوء التعامل مع وثائق سرية والتدخل في انتخابات 2020، كما وُجد مُتهمًا في قضايا مدنية عن الاعتداء الجنسي والتشهير والاحتيال المالي، مما جعل العديد من العلماء والمؤرخين يصنفونه كواحد من أسوأ الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة.

بعد مغادرته البيت الأبيض، واصل ترمب تأثيره الكبير على الحزب الجمهوري، حيث ظل يروج لمواقفه السياسية ويؤثر في الانتخابات التمهيدية داخل الحزب. في نوفمبر 2022، أعلن عن ترشحه للانتخابات الرئاسية لعام 2024، ليصبح مرشح الحزب الجمهوري بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية. في الانتخابات العامة لعام 2024، فاز على نائبة الرئيس كامالا هاريس ليصبح ثاني رئيس أمريكي يُنتخب لفترتين غير متتاليتين بعد جروفر كليفلاند.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←