الدكتور فاوستوس قصة حياة الموسيقي أدريان ليفركون يرويها صديقه، هي رواية كتبها الأديب الألماني توماس مان الحلصل على جائزة نوبل في الأدب، بدأ تأليفها سنة 1943 ونُشرت لأول مرة عام 1947. تستند الرواية إلى أسطورة فاوست، وتدور أحداثها في النصف الأول من القرن العشرين، متأثرة بالاضطرابات السياسية والفكرية التي عرفتها ألمانيا في تلك الحقبة.
تحكي الرواية سيرة الموسيقي العبقري أدريان ليفركون، الذي يعقد اتفاقًا مع الشيطان يمنحه بموجبه أربعاً وعشرين سنة من العبقرية والإبداع الموسيقي، مقابل أن يضحي بروحه. يروي القصة صديقه المقرّب سيرينوس تسيتبلوم، الذي يتتبع مراحل حياته، ويقدّم شهادة إنسانية عميقة عن عبقريته ومعاناته وسقوطه التدريجي.
السياق
يحكي العمل قصة الموسيقي العبقري أدريان ليفركون (1885–1940)، كما يرويها صديقه القديم سيرينوس تسيتبلوم، الذي يبدأ كتابة هذا السرد في 23 مايو 1943، أي بعد أكثر من عامين بقليل على وفاة المؤلف الموسيقي، ويُنهيه في عام 1945. ليفركون موسيقي فذّ وانعزالي في بدايات القرن العشرين، تتبع حياته نموذج شخصية فاوست الأسطورية كما رسمها غوته. فالشاب أدريان ليفركون، على غرار الدكتور فاوست، يبيع روحه للشيطان – ممثلًا في شخصية مفيستوفيليس – ليس مقابل معرفة كونية، بل مقابل التخلي عن حب البشر من أجل تحقيق ذاته كفنان.
ليفركون، الذي تملكه "شيطانه التسلطي"، يبتكر نظرية موسيقية يعتقد أنها فريدة وقدَرها أن تحلّ محل كل النظريات السابقة. غير أن هذا الطموح اللاعقلاني، القائم على نزعة نظامية مطلقة، يفضي به إلى مأزق إنساني واجتماعي، إذ يفقد صوابه بعد محاولة انتحار، ثم يلقى حتفه عام 1940.
ويبدو جليًا أن هناك تشابهًا مع المجتمع الألماني في ظل الحكم الهتلري، حيث تتجه ألمانيا بدورها نحو مصير كارثي مرتبط بجرائم النازية ونهايتها المحتومة. يستكشف توماس مان في هذا العمل أضرار إرادة السلطة المطلقة من خلال نموذج فنان منفصل عن الواقع الإنساني والاجتماعي. وقد روى الكاتب مراحل كتابته للرواية في يوميات الدكتور فاوستوس.