دُروس للأطفال هي سلسلة قصصية مكونة من أربعة كُتب للأطفال كل حسب مرحلتِه العمرية؛ ألَّفَت هذه السلسلة الكاتبة والشاعرة البارزة آنا ليتيشا باربولد في القرن الثامن عشر، بين عامي 1778 و1779. أحدثت هذه السلسلة ثورة في أدب الأطفال في المناطق الأمريكية والبريطانية، وللمرة الأولى تم التفكير باحتياجات القُراء من الأطفال وأنَّ النصوص تزداد صعوبتها كُلّما تحسن مستوى الطفل التعليمي.
استخدمت باربولد في كتابها هذا أسلوب المحادثة والذي اعتُبِر أول محاولة وتجربة لدمج علم التدريس مع أدب الأطفال البريطاني الأمريكي. كان كتابها نقاشًا بين طفل ووالدته حول الطبيعة. وبناءً على النظريات التعليمية لجون لوك فإن باربولد ركّزت في هذا المؤلَّف على التعليم باستخدام الحواس.
من أهم المبادئ التي شدّدت عليها باربولد في مؤلّفها هو أهمية الفرد كجزء من المجتمع. وبذلك كانت جزءاً من الكاتبات النِّسوِيات اللواتي آمنَّ بأهمية الترابط المجتمعي، وتجسّدت الأفكار الموجودة في هذه السلسلة، في شخصية تشارلز الذي كان يحاول استكشاف علاقته بالطبيعة، والحيوانات، والأشخاص وحتى علاقته بربّه.
كانت هذه السلسلة ذات تأثير عظيم في تطوير كُتب الأطفال في بريطانيا وأمريكا، فقد ألهمت العديد من الكاتِبات مثل: ماريا ايدجوورث وسارة تريمر وجاين تايلور وإلينور فين اللواتي أصبحن من أشهر الكاتِبات في أدب الأطفال.
ظلّ كِتاب دروس للأطفال يُطبع لأكثر من قرن، إلّا أنّه بسبب الانتقادات التي تعرّضت لها الكتب التعليمية - خاصة كتب باربولد وتريمر وغيرهن - من قِبَل معاصريهن من الكُتّاب الرومانسيين، لم يحظَ بشهرة واسعة ولم يَنَل اهتمام المختصين حتى مَطلع تِسعينِيات القرن الماضي.